اقتباسات من كتاب يأجوج ومأجوج : ولقاء مع ذي القرنين

❞ يضم العهد القديم عددًا من الأسفار التي نسبت إلى أنبياء بني إسرائيل أو بعض تلاميذهم، على مر العصور. وتعرف هذه الأسفار مجمعة باسم العهد القديم. ❝

❞ فقد كانت الآيات تحمل الكثير من الحقائق العلمية، ولكنها في ذات الوقت تخاطب البدوي البسيط بما يتسق مع قدرته على الاستيعاب والقبول. ❝

❞ ولهذا ينتشر التعدين إلى جانب الزراعة في كثير من المناطق البركانية. وفي قصة ذي القرنين: حينما طلب من أهل القرية الحديد لبناء السد، وجده متوافرًا، وهذا يدل على أنه كان في أرض لا تجهل المعادن والتعدين. ❝

❞ فلو كان يأجوج ومأجوج من البشر لطلب القوم من ذي القرنين أن يقاتلهم، ولكنهم طلبوا منه أن يجعل بينهما سدًا. وفيم جُعِل السد؟ إن السد يقي الناس شر الفيضانات المدمرة ويحجزها عنهم. ❝

❞ ترتبط الفيضانات والبراكين ارتباطًا وثيقًا. ويعتقد العلماء أن أكثر من 75٪ من البراكين الموجودة على كوكب الأرض مستقرة في قاع المحيطات. ❝

❞ ولا يرجع هذا إلى الخوف من التأثير المباشر للبراكين فحسب، ولكن إلى الخشية من حدوث ذوبان جليدي كبير، قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى المحيطات وغرق مساحات كبيرة من اليابسة. ❝

❞ ظاهرة «عنق الزجاجة السكانية» أو «population bottleneck»، وهي ظاهرة انخفاض عدد سكان الأرض إلى حد الاقتراب من الانقراض نتيجة لكوارث طبيعية. ❝

❞ إن البراكين في المناطق القطبية المتجمدة تكون مصحوبة بفيضان ناتج من الذوبان الجليدي فيما يعرف بـاسم «الفيضان البركاني». فيأتي البركان شديد التأجج والاشتعال (اليأجوج) مصحوبًا بقرينه فيضان الماء الناتج من ذوبان الجليد (المأجوج) ❝

❞ محنة يأجوج ومأجوج الكبرى، التي ستقع في آخر الزمان، ما هي إلا كارثة كونية عظيمة سينفجر فيها عدد كبير من البراكين في آن واحد، وسيصحبها موجات عاتية من فيضانات البحار والمحيطات والمعروفة باسم تسونامي. ❝

❞ وبناء على هذا المعنى فإن يأجوج ومأجوج هما شيئان، أحدهما شديد الحرارة والاشتعال، أي (يأجوج). والثاني ماء مالح، أي (مأجوج). وكلاهما يشتركان في الاندفاع والمباغتة والسرعة. وهذه الأوصاف لا تنطبق إلا على شيئين «البراكين» و«الفيضانات». ❝

❞ ونخلص من هذا الجزء من البحث بأن قبائل الإسكيمو هم القوم الذين «لا يكادون يفقهون قولا»، الذين أخبروا ذا القرنين بأمر يأجوج ومأجوج. ❝

❞ قول الله تعالى: {لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا}. والمعنى أن ذا القرنين قد قابل شعبًا يقطن في المنطقة القطبية الشمالية، وهذا الشعب يُكنى بأنه الشعب ذو اللغة الغريبة، فجاء التعبير بـ {لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} دلالة على اسم هؤلاء القوم. ❝

❞ وبعض المفسرين يرون أن ذا القرنين ذهب إلى موضع يومه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستة أشهر ❝

❞ قد نتساءل إلى أي المنطقتين كانت رحلة ذي القرنين؟ والإجابة بالطبع إلى جهة الشمال. فالقارة القطبية الجنوبية من أشد الأماكن برودة على سطح الأرض ❝

❞ ومما سبق يتضح أن ذا القرنين قد توجه إلى إحدى المناطق التي تقع في نطاق الدائرة القطبية في وقتٍ كانت الشمس فيه موجودة طوال الوقت، حيث يوجد نهار دائم لا يعقبه ليل يستر الشمس. ❝

فمن قائل بأنهم أصل الترك، وأن الترك إنما سُمّوا تركًا؛ لأنهم ممن تُرِكوا من نسل يأجوج ومأجوج أمام السد. أما الباقي من يأجوج ومأجوج، فقد حجزوا خلف السد وسينقبونه قبل قيام الساعة ليعيثوا في الأرض الفساد.

أن ذا القرنين كان عبدًا صالحًا، وأن الله قد مكن له في الأرض بسعة علمه، وقدرته على تحمل المشاق والصعاب، والأخذ بالأسباب في كل ما يعمل. ولم تحدد الآيات صاحب هذه الشخصية، ولا الزمن الذي عاش فيه

❞ ومأجوج، أو عرضنا لقصة بيثياس المارسيلي، وإظهار مدى التطابق بينها وبين رحلة ذي القرنين لا يهدف إلى تحقيق اكتشاف تاريخي علمي، أو ادعاء الوصول إلى الحقيقة المطلقة، فهذا أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ويخضع في نهاية الأمر إلى استقراء ❝

❞ بيثياس المارسيلي ❝

وكان من تصاريف القدر أن اختفى الكتابان اللذان كتبهما بيثياس. وقيل إن نسخة ظلت بمكتبة الإسكندرية، حتى احتراقها، وهي التي اطلع عليها بولوبيوس وسترابو، وشككوا في كلام بيثياس بعدها. وكان من الممكن أن يؤدي فقدان هذين الكتابين إلى جهلنا بهذا الرحالة الفذ، وبإنجازاته الكبرى، لولا أن جعل الله له ذكرًا في