انتهيت من قراءة رواية جثث غير صالحة للأكل ، وقد كانت تجربة مدهشة رغم تعقيد الحبكة. أبدع الكاتب في صياغة سردٍ متقنٍ ونهاية غير متوقعة قلبت موازين الرواية؛ ففي البداية عُرضت شخصية القاتل بوضوح، مما جعلني أعتقد أن الغموض انكشف مبكرًا، لكنّ البراعة تجلت حين تحوّل القاتل إلى ضحية بشكل عبقري.
اللغة المستخدمة كانت فصيحة، بينما جاءت الحوارات باللهجة المصرية البسيطة، ما أضفى عفوية وواقعية على المشاهد. تنوع الشخصيات كان واضحًا، وكل شخصية نالت مساحة كافية لإبراز تعقيدها النفسي والاجتماعي، لكني شعرت أحيانًا أن بعض الشخصيات هُمّشت وكان بالإمكان التعمق فيها أكثر.
افتقدت بعض المشاهد الضرورية، كمعرفة علاء بماضي والده وكيفية وفاته، إضافة إلى إهمال تطور خط سرد “عصابة بيع الأعضاء”، الذي كان عنصرًا مهمًا في الحبكة ولم يُستكمل. كما تمنيت معرفة مصير يحيى بعد تلك السنوات، خاصةً بعد نهاية مشهدية قوية تفتقر إلى متابعة الأحداث لاحقًا.
الرواية مليئة بالدموية والوحشية، لذلك فهي لا تناسب أصحاب القلوب الحساسة. لكنها بلا شك رواية متقنة، تظهر موهبة الكاتب في تقديم حبكة مركبة وشخصيات نابضة بالحياة ضمن أجواء سوداوية مشوّقة.