قبل نومه لا تروي له الحواديت وحكايات قبل النوم؛ بل يدور حديث هامس بينهما، تسأله أن يعدها بألا يكذب يومًا ما ليصل إلى ما لا يمتلك، وألا يعد بما لن يفعل، وأن يعرف أن الرجولة مسؤولية، تبث في مخيلة الصغير وكيانه معاني كثيرة ولكنه لا يتفهمها كلها تطبع على جيبنه قبلة دافئة، تستودعه الله في نومه، تمسد على شعره الكثيف الناعم، وداخلها سؤال يتردد ألف مرة، كلما تطلعت لوجهه: «ترى هل سترث شيئًا من طباعه يا مالك؟! هل ستستبيح يومًا قتل الروح وانتهاك الجسد ومنح الوعود الكاذبة، ثم التنصل منها؟»، تغادر غرفته، لترافق الصمت، الساكن الرابع لهذا المنزل معهم
يحدث في صباحات كثيرة > اقتباسات من رواية يحدث في صباحات كثيرة
اقتباسات من رواية يحدث في صباحات كثيرة
اقتباسات ومقتطفات من رواية يحدث في صباحات كثيرة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
يحدث في صباحات كثيرة
اقتباسات
-
مشاركة من Hoda Abd Alhalem
-
قبل نومه لا تروي له الحواديت وحكايات قبل النوم؛ بل يدور حديث هامس بينهما، تسأله أن يعدها بألا يكذب يومًا ما ليصل إلى ما لا يمتلك، وألا يعد بما لن يفعل، وأن يعرف أن الرجولة مسؤولية، تبث في مخيلة الصغير وكيانه معاني كثيرة ولكنه لا يتفهمها كلها تطبع على جيبنه قبلة دافئة، تستودعه الله في نومه، تمسد على شعره الكثيف الناعم، وداخلها سؤال يتردد ألف مرة، كلما تطلعت لوجهه: «ترى هل سترث شيئًا من طباعه يا مالك؟! هل ستستبيح يومًا قتل الروح وانتهاك الجسد ومنح الوعود الكاذبة، ثم التنصل منها؟»، تغادر غرفته، لترافق الصمت، الساكن الرابع لهذا المنزل معهم
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
تلك اللحظة التي ذاب فيها كل شيء وتلاشى، ولم تتبقَّ سوى رغبتها في أن تحتضن هذا الصغير الراقد على بعد بوصة أو بوصتين منها، فسالت دموعها.
لا تدري، هل تبكي فرحًا أم خوفًا!!
كم جميلة هي غريزة الأمومة!
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
كم تمنت ألا يأتي هذا العالم، كم جاهدت كي تجهض هذا الجنين الذي سيظل يذكرها ما حيَت بضعفها وجريمتها، وعارها. وكم تتمنى الآن ألا تفارقه أبدًا، وتسأل الله أن يغفر لها كل ما دعت به قبل أن تراه.
كم عجيبة هي غريزة الأمومة!
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
بعد أن ودعتها حنان، وأغلقت هذا الباب الذي كان أخضر زاهيًا، قبل أن تخطو نحو باب البيت، وجدت نفسها تلتفت لهذه البقعة المظلمة.
«هل توقفتْ عن زيارة سعدية حتى لا ترى هذه البقعة المظلمة؟
أم أن البقعة المظلمة كانت دومًا داخلها؟».
سألت نفسها وهي تعبر باب البيت القديم، نحو الشارع الأوسع.
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
سيرة عطرة بقيت لتلك السيدة بعد رحيلها، ربما حرمها الله البنين والبنات، ثم هجرها الزوج، ولكن العوض كان داخلها، كان أرضًا رحبة زرعتها محبة وودًّا وعطاء. وراحت تمنح منهم كل من تلقاه، وكل من يحتاج، وبدلًا من أن يناديها أبناء رحمها بـ«ماما» ناداها القاصي والداني بهذا اللقب: «ماما سعدية».
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
«أنت شرير، أنت شرير».
يحاول أن يضع يده على فمها، ولكنها بسرعة خاطفة انزلقت من بين ذراعه وأسرعت للحمام لتغلق الباب خلفها، وتنهار ساقطة على الأرض باكية في خوف بحجم عالمها الرحب الذي كانت تراه وهي تدور بفستانها الأزرق.
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
لا يتركها كثيرًا لارتباكها، يحملها في سرعة لتقف على المقعد، لتكون في مستوى يقترب من قامته، ينظر لعينيها ويحدثها بصوت مبحوح تشعر به يأتي من مكان بعيد:
«ألا تريدين تجربة لعبة جديدة، لعبة ستحبينها كثيرًا، ولكن ستبقى سرًّا بيننا، هيا فلتغمضي عينيك».
مشاركة من Hoda Abd Alhalem -
«كانت ثريا أيضا تتغير، لم تعد هذه النحيفة خشنة الشعر والصوت صار لجسدها رائحة تشبه رائحة أمي وإن لم تختلط برائحة زهرة الليمون، رائحة تعلقت هذه الروح الحبيسة داخلي بها، صارت أسيرة لها، فور أن تنام، أقترب منها أتشممها، لتتحرر هذه الروح الثقيلة داخلي، فأرى أعمدة فراش أمي وهي تهتز، ووجه أبي متعرقًا مجهدًا، في عينيه بريق ارتياح عجيب، كالذي أشعر به بعد دقائق لا أتذكر ما كانت هذه الروح تفعله بي خلالها؛ دقائق لا أدرى سر هذا الارتياح الذي ينتشر في جسدي كله بعدها، هذه الرائحة التي صرت أبحث عنها، في كل من حولي من صغيرات، من زميلاتي بالفصل،
مشاركة من Hoda Abd Alhalem
السابق | 3 | التالي |