اقتباسات جمال الغيطاني

لا يغير مصير الإنسان إلا امراة

أصعب ما يواجه الإنسان في وجوده المحدود ، المؤطر بقدر ، رؤيته اهتزاز كل ما نشأ عليه ، هكذا تسرى الغربة، تكتمل الفجوة بين المرء و ما يحيطه، ما يتحرك فيه ، ما يتنفسه من هواء ، ما يطالعه من وجوه تغيب عنه ملامحها مع أنه ظل يطالعها عمره كله ، ما يصله بالآخرين يهن ، يضعف ، حتى يصل إلى لحظة بعينها يتمنى عندها المفارقة ، بل و يسعى إلى اكتمالها ، فبتغير الأماكن ، وزوال المعالم ، و افتقاد الصحبة ، و ضياع العلامات ، وتداخل الإشارات ، يصبح ما يدل على الغرب جواز مرور إلى الشرق ، و ما جاء متماسكا يستمر مجزأ ، غير قادر على التواصل ، إنه اغتراب الغربة ذاتها

الدرس العظيم المستفاد من التواريخ، أنه في حالات اندلاع الفتنة فلابد من حياد البصاص. البصاص يعمل للعدل وحده، ورمز العدل هو كرسي السلطنة، كرسي السلطنة ذاته

الفراق صعب في كل الأحوال

كل خلاء نعرفه ، نجتازه ، نقطعه، إنما يعد استحضارا للخلاء الأعظم، اللانهائي ، للكون غير المدرك كله ، فما نعرفه منه بالاحاطة أو العلم مجرد هشاشة

قايتباي بدأ عندي اسمًا لمكان مرتبط بالصحراء، والموت، والعدم، والإحساس بالخطر، والبعد أيضًا، كان إحساس ببعده في أول عمري يساوي شعوري الآن ببعد سيبريا أو آلاسكا.. فالأمر دائمًا نسبي. في مدرسة محمد علي الإعدادية، التي أصبح اسمها فيما بعد الحسين، كان أحد زملائنا يسكن قايتباي. كان اسمه إسحق، وكنت أتطلع إليه مخفيًا استفساراتي، كيف يقطن زميلنا هذا المكان الموحش؟

❞ لا يزال أكثر من خمسة آلاف مقهى في القاهرة تعج بالزبائن والرواد، كل مقهى منها يمثل وحدة سياسية، واقتصادية واجتماعية، وإنسانية، فيه تصب كل العناصر التي يتشكل منها المجتمع، الرأي العام للناس يتشكل في المقهى، وخلال الفترات التي ينتخب ❝

❞ ونفس الظاهرة نلاحظها بالنسبة لملحمة «أبو زيد الهلالي» التي انتشرت بعد هزيمة الثورة العرابية، والاحتلال الإنجليزي لمصر، إنه رد فعل الشعب تجاه حدث أليم، وشكل لحماية الذات بواسطة الفن. ❝

‫ عبرت عما جال عندي وصال علي، لو تكررت اللقاءات في الآتي، قَدْر الماضي، لو تجاورت الأوقات المتباعدة وعشت ما عشته من قبل فما هو إلا نزر لا يشفي الغليل!

‫ سألتني صاحبة لي مطلعة على أحوالي، ملمة بعنصر اشتياقي:

‫ «كيف يدوم العشق مع غياب المعشوق؟».

‫ واجهتها صامتًا، حائرًا، ما من إجابة مقنعة، شافية، شرعت في القول إن حضورها مع البعد يكون أحيانًا أقوى من تجسدها الحسي عند دنوي وتنسمي شذاها وارتشافي، وإن اشتياقي مع القرب يتأجج، وقد يقع مني الشرود والفتور، غير أني لزمت السكون، كيف تتلقى هذا عني؟

❞ وتلك القمة الشماء خيرية أحمد، أداؤها يطول مناطق دقيقة جدًّا في الشخصية المصرية، عميقة الدفء والصدق ❝

❞ أصبحت أخشى على أي كفاءة علمية من التألق، وأصبحت أخاف على أي صاحب كفاءة أو موهبة؛ إذ أصبح الاتجاه في كثير من المواقع هو خنق الكفاءات بمجرد بروزها؛ خوفًا على الذين تعتقوا في مناصبهم وركدوا كالماء الآسن، ❝

❞ مصر منذ العصر الفرعوني فيها اتجاهان: الأول يحتفي بالكفاءة ويتيح لها الفرص، والثاني يكممها ويذبحها ويمكن أن يدمر المعبد على من فيه حتى لا يتقدم صاحب الكفاءة ❝

❞ والسجن في أفضل أحواله من أبشع الأفكار التي تفتق عنها ذهن الإنسان. ❝

❞ يمكن لنغم تحتفظ به الذاكرة أن يزلزل الوجدان، أن يهز الروح هزًّا، وصوت ليلى لم يكن مجرد غناء، بل كان زمنًا له إيقاعه، وروحه، ولسوف نحنُّ إليه دائمًا ❝

❞ دفع الشباب إلى حافة اليأس، في مجتمع تحدق به من ناحية قوى الإرهاب ومن ناحية أخرى حماقة الأثرياء الجدد، يؤدي إلى كارثة ويجعلهم أرضًا خصبة للإرهاب. ❝

❞ يظل الأدب هو الجوهر، هو المحور، وما عدا ذلك إطار، إنه الحياة الحقيقية. ❝

❞ وقد عرفت نماذج من أبناء جيلي يتحدون بشرف وإباء ظروفًا لا قِبَل لأمم بمقاومتها، وما زالوا يدافعون عن الحرية، ويخلصون للقيم الإنسانية، والإبداع الإنساني ويذودون عنه ما يهدده، ذلك قدرن ❝

❞ ما من فعل يمكنه أن يتحدى العدم إلا الإبداع الإنساني، الإبداع هو الذي يمسك بجوهر تلك اللحظة التي تفنى باستمرار، والتي أُصغي من خلال تلاشيها إلى صلصلة أجراس الرحيل ❝

وفيه تغرق البيوت في نعاس طري

أرى القاهرة الآن رجلًا معصوب العينين، مطروحًا فوق ظهره، ينتظر قدرًا خفيًّا،