اقتباسات بلن فرناندث يانوس

❞ قال لي إنَّ الحروب لا تنتهي أبدًا لأن الناجين منها لا يعودون كما كانوا؛ بل يمرض الناس، ويفقدون أطرافهم، وتُدمَّر المدن، وتُحرَق المحاصيل. ❝

توجع قليلًا

‫ توجع كثيرًا

‫ توجع

‫ فإن الأمل ذاته موجع حين لا يتبق سواه

‫ سنصعد هذا الجبل!

سؤال العقاد: أين في المحفل مي يا صحاب؟ كأنّ السؤال نفسه هو إعلان حدادٍ مستمر. ثم يأتي الشعر المعاصر، فينقل السؤال إلى الذات، كما في سؤال أحمد بخيت: «وعندي كُلُّ هذا الليلِ كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟» وكأنّه يقول إنّ الألم قد صار أوثق حميميّة، وأعنف وحدة، وأنّ مشاركته، حتى بالكتابة، تظل محاولةً للخلاص ولو جزئيّة.

«وعندي كُلُّ هذا الليلِ كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟»

«وعندي كُلُّ هذا الليلِ كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟»

«وعندي كُلُّ هذا الليلِ كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟»

الكتابة وسيلتنا لنُجيب، ولو إجابة ناقصة، عن هذا السؤال الأبدي: ماذا يحدث في داخلك؟

‫ ومن الوسائل المعينة حينها الكِتابة، تفض تلك الاشتباكات بين ما هو ألمٍ وما هو غير ذلك، تُفكّك العقد، وترسم الحدود، تضع الألم في مكانه الطبيعي فلا يتسرّب إلى كل شيء، ترسمُ حدودًا واضحة لكلّ حالةٍ عايشت فيها الألم وتُشرِّح فيها أسبابه إن أمكن.

أصعب أنواعه كلها إن أردتَ الدقة: أن تختبره في سنٍّ لم تميّز فيها جُل عالمك بعد، أن تواجهه بلا استعداد، بلا دفاعات، أن تتلقى ضربةً لم تُهيئ لها قلبك، أن ترى وجهًا كان ملاذك وقد صار موضع ضعفٍ

«صرخة الميلاد» عندما نرى العالم بالمقلوب أولَ ما نراه، عالمًا غريبًا مُعلّقًا بين ضوءٍ لا نفهمه، وصوتٍ يدوّي في آذاننا دون رحمة. منذ تلك اللحظة الأولى، يصبح الألم رفيقك، يتلوّن معك، يكبر معك، يتخفّى أحيانًا خلف ضحكةٍ زائفة، ثم يطلّ عليك بوجهه الحقيقي عند أول خيبة، عند أول موتٍ تفقد فيه من ظننته خالدًا، عند أول غيابٍ لا تعرف كيف تعوّضه.

‫ «أين أنت يا إنكيدو؟ كيف لي أن أواجه العالم من دونك؟»

‫ من ملحمة جلجامش

إن الأمومة ليست مجرد علاقة بيولوجية أو واجب اجتماعي، بل هي، كما يوضح هذا النص، تجربة وجودية تختلط فيها البراءة بالخوف، والحضور بالغياب، والألفة بالقلق، والحب بالحزن. الأم هي أول من يعلِّمنا اللغة، وأول من نظن أنه خالد، وحين يسلب الموت صوت تلك المعلمة، لا يعم الصمت وإنما يتبدد المعنى.

قرأت هذه الرواية بعين ابنٍ لم يفقد أمه بعد -أتمنى ألا أفقدها أبدًا- لكنه يعيش بهاجس هذا الفقد كل يوم؛ في التوقع، وفي الفزع لمجرد التخيُّل، وفي محاولة تخزين الروائح والعبارات والضحكات والمزيد والمزيد من الذكريات

نحن، الأطفال الذين لم نفقد أمهاتنا، نبقى في البيت، فهناك نجد كلَّ ما نحتاج إليه.