اقتباسات نجاة عبد الصمد

كل سلطةٍ تأتي تُفاقِم خوف الدروز وغربتهم عن الحكومة، وانعدام الثقة، المتبادلة.‏

كل ما لا يأتي في أوانه أو لا يأتي من الجهة الصحّ، يبقى ناقصاً، نبحث عن تعويضه لدى أيٍّ كان ونخيب، يظلّ التوق إليه خاصرتنا الرخوة. وحين يأتي الشخص الصحّ، يفيق معه كلّ ما ينقصنا. نبالغ في الأمل والتوقّعات فنشوّه حاضرنا معه. دارةٌ معيبةٌ تكرّ في دورانها.‏

‏كم أبَدُ الهناء بليد! ماذا يبقى من الحياة إذا لم تعجنّا ونخرج من مآسيها أحياء، حاملين ندوب مرورها علينا، منتشين بالسلامة بعد كل نازلة؟

يعطي الإنسان ليُسعد نفسه قبل غيره، ليثمل برؤية جمائله على وجه المُعطى.‏

"يا قاضي؛ الولد مولود، والزوج موجود. رجعلي خيّي. الخيّ؛ إن راح ما بيعود"!‏

لكنّ الدروز، جُهّالاً وأجاويد، متّفقون فيما بينهم على طاعة الحكومة في سياق الولاء الوطنيّ العام، وعدم التعدّي على جيرانهم الأغراب. إن ضيّقت الحكومة عليهم، يناوروها باتّباع وصايا الجدود: (وأطيعوا الله وأولي الأمر، واستتروا بالمألوف من أهله)، وإن جازفتْ الحكومة أو الأغراب بالتطاول على كيانهم أو أرضهم أو عرضهم، فجوابهم بالسيف، بمعارك لن يرتضوا لها سوى إحدى نهايتين؛ النصر أو الموت.‏

جيلاً خلف جيل، راحوا يستقون من الجبال عنادَ طباعها، كأنّ أقدارهم مكتوبة ألّا تُقدّم أنفسها أوطاناً لهم إلا بمهرٍ من عرَقٍ غزير، وسواقي دماء.‏

اللي ما عنده أمّ يجعل الليل أمّه،