والفرقُ بين هذا وبين حقيقة الهجرة والمضادَّة المتولِّدة عن الشَّحناء ومخارجة التشاجر سرعةُ الرضا: فإنّك بينما ترى المحبَّيْن قد بلغا الغاية من الاختلاف الذي لا يقدَّّر، يَصْلُحُ عند السَّاكِنِ النَّفْسِ، السَّالمِ من الأحقادِ في الزمن الطويل، ولا يَنْجَبِرُ عند الحَقود أبدًا، فلا تلبثُ أن تراهما قَد عادا إلى أجمل الصُّحبة، وأُهْدِرَتْ المعاتبة، وسَقَطَ الخلافُ، وَانصرفا في ذلك الحين بِعَيْنهِ إلى المضاحَكَة والمُداعَبَة، هكذا في الوقت الواحد مِرارًا.
المؤلفون > ابن حزم الأندلسي > اقتباسات ابن حزم الأندلسي
اقتباسات ابن حزم الأندلسي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات ابن حزم الأندلسي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من AMR GAAFAR ، من كتاب
طوق الحمامة في الألف والألاف
-
فنجدُ المحبيْن إذا تكافيا في المحبة، وتأكدتْ بينهما تأكُّدًا شديدًا، أكثر بهما جدُّهما بغير معنى، وتضادُّهما في القول تعمدًا، وخروجُ بعضهما على بعض في كلِّ يسيرٍ من الأمور، وَتَتَبَّعَ كل منهما لفظةً تقع من صاحبه، وتأوّلها على غيرِ معناها، كلُّ هذه تجربةٌ ليبْدو ما يعتقدُه كلُّ واحدٍ منهما في صاحبه.
مشاركة من AMR GAAFAR ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
وللحبِّ علاماتٌ يَقْفُوها(904) الفَطِن، ويَهْتدي إليها الذكيّ.
فأوَّلُها إدمانُ النَّظَرِ، والعَيْنُ بابُ النَّفْس الشَّارِع، وهي المُنَقِّبة عن سرائرها، والمعبِّرة لِضَمائرِها، والمُعْرِبَة عن بواطنها، فترى الناظَر لا يَطْرِف، يتنقلُ بتنقُّل المحبوبِ، ويَنْزَوِي بانزوائه، ويَميلُ حيثُ مَالَ كالحِرْباء مع الشَّمْسِ.
مشاركة من AMR GAAFAR ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
والحبُّ -أعزّك الله- داءٌ عَياءٌ(910)، وفيه الدواءُ مُنه على قَدْرِ المُعاملة، وَمقامٌ مُسْتَلَذٌ، وعِلَّة مُشْتَهاةٌ، لا يودُّ سليمُها البُرءُ، ولا يَتمنَّى عليلُها الإفاقة. يُزيِّن للمرء ما كان يأَنَفُ منه، ويُسَهِّلُ عليه ما كانَ يَصْعُبُ عنده، حتَّى يُحِيلَ(909) الطبائعَ المركَّبة، والجِبِلَّة(908) المخلوقَةَ.
مشاركة من AMR GAAFAR ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
❞ ولقد رأيت من أهل هذه الصِّفَة مَنْ إنْ أَحَسَّ من نفسه بابتداء هوًى، أو تَوَجَّس(833) من استحسانه مَيْلا إلى بعض الصُّور، استعمل الهَجْر وترك الإلمام(832)، لئلا يَزِيد ما يَجِد فيخرجَ الأمر عن يده، ويُحال بين العَيْر والنَّزَوان(831). وهذا يدل على ❝
مشاركة من Rana Samir ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
❞ ويا مَنْ لامني في حُبِّ مَنْ لم يَرَهُ طَرْفِي
لقد أفرطتَ في وصفِكَ لي في الحبِّ بالضَّعفِ
فَقُلْ: هل تُعَرفُ الجنَّةُ يومًا بِسِوى الوصْفِ ❝
مشاركة من Rana Samir ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
❞ ومن آياته مراعاةُ المحب لمحبوبه، وحفظُهُ لكلِّ ما يقع منه، وبحثُهُ عن أخباره حتى لا تَسْقُطَ عنه دقيقةٌ ولا جليلة(864)، وتتبّعه لحركاته. وَلِعَمْري لقد ترى البليدَ يَصِيرُ في هذه الحالة ذَكِيًّا، والغافِلَ فَطِنًا. ❝
مشاركة من Rana Samir ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
❞ ويعرض في الحُب سوء الظن، واتهام كل كلمة من أحدهما، وتوجيهُها إلى غيرِ وجهها، وهذا أصلُ العتاب بين المحبَّين. وإني لأعلمُ من كان أحسنَ الناس ظنَّا، وأوسعهم نفسًا، وأكثَرهُمْ صبرًا، وأشدَّهم احتمالًا، وأرحبهم صدرًا، ثم لا يحتمِلُ ممن يُحب شيئًا، ❝
مشاركة من Rana Samir ، من كتابطوق الحمامة في الألف والألاف
-
هنا - أعزك الله - انتهى ما تذكَّرته إيجابًا لك، وتقمنًا لمسرَّتك، ووقوفًا عند أمرك ..
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
وليعلم المُستخفُّ بالمعاصي، المُتَّكلُ على التسويف، المُعرِض عن طاعة ربه، أن إبليس كان في الجنة مع الملائكة المقرَّبين، فلمعصيةٍ واحدةٍ وقعتْ منه استحقَّ لعنة الأبد وعذاب الخلد، وصُيِّر شيطانًا رجيمًا، وأُبعد عن رفيع المكان. وهذا آدمﷺ بذنبٍ واحدٍ أُخرج من الجنة إلى شقاء الدنيا ونَكدها، ولولا أنه تلقى من ربه كلماتٍ وتاب عليه لكان من الهالكين.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
"كَذَاكَ يَعْقُوبُ نَبِيُّ الهُدَى
إِذْ شَفَّهُ الحُزْنُ عَلَى يُوسُفِ
شَمَّ قَمِيصًا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ
وَكَانَ مَكْفُوفًا فَمِنْهُ شُفِي"
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
والبَيْن أبكى الشعراء على المعاهد، فأدرُّوا على الرسوم الدموع، وسقوا الديار ماء الشوق، وتذكروا ما قد سلف لهم فيها فأعولوا وانتحبوا، وأحيت الآثار دفين شوقهم فناحُوا وبكَوْا.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
وأعرف من أتى ليُودِّع محبوبَه يوم الفِراق فوجده قد فات، فوقف على آثاره ساعةً وتردَّد في الموضع الذي كان فيه ثم انصرف كئيبًا متغيِّر اللون كاسف البال، فما كان بعد أيام قلائل حتى اعتلَّ ومات - رحمه الله.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
فتضاعف كَرْبه إذ لم يجد إلى الانصراف سبيلًا البتة، وكاد يَطفَأ أسفًا، وصار لا يأنس بغير الوحدة، ولا يلجأ إلا إلى الزفير والوُجوم، ولعمري لقد كان ممن لم أقدُر قط فيه أنَّ قلبه يُذعن للود، ولا شراسةَ طَبعِه تجيب إلى
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
وإنه لشَجًى في القلب، وغُصَّة في الحلق لا تبرأ إلا بالرَّجعة.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
ومن حميد الغرائز وكريم الشِّيم وفاضل الأخلاق في الحُبِّ وغيرِه الوفاءُ، وإنه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طِيب الأصل، وشَرف العُنصر، وهو يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
فلا تثِق بملول، ولا تَشغل به نفسك، ولا تُعنِّها بالرجاء في وفائه، فإن دُفعت إلى محبته ضرورةً فَعُدَّه ابنَ ساعته، واستأنفه كل حين من أحيانه بحسب ما تراه من تلوُّنه، وقابله بما يشاكله.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
والملل من الأخلاق المطبوعة في الإنسان، وأحرى لمن دُهي به ألا يصفوَ له صديق، ولا يَصحَّ له إخاء، ولا يثبت على عهد، ولا يصبر على إلف، ولا تطول مُساعدته لمُحب، ولا يُعتقد منه وُدٌّ ولا بغض.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
وما في الدنيا حالة تَعدل محبَّين إذا عُدما الرقباء، وأمنا الوشاة، وسلما من البَيْن، ورغبا عن الهجر، وبَعُدا عن الملل، وفقدا العُذَّال، وتوافقا في الأخلاق، وتكافيا في المحبة، وأتاح الله لهما رزقًا دارًّا، وعيشًا قارًّا، وزمانًا هاديًا، وكان اجتماعُهما على ما يُرضي الربّ من الحال.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف
-
والنميمة فرع من فروع الكذب، ونوع من أنواعه، وكل نمَّام كذَّاب، وما أحببت كذابًا قط، وإني لأسامح في إخاء كل ذي عَيب وإن كان عظيمًا، وأكِلُ أمره إلى خالقه عزَّ وجل، وآخذ ما ظَهر من أخلاقه حاشا مَن أعلمه يكذب؛ فهو عندي ماحٍ لكل محاسنه، ومُعَفٍّ على جميع خِصاله، ومُذهِبٌ كلَّ ما فيه، فما أرجو عنده خيرًا أصلًا؛ وذلك لأن كل ذنب فهو يتوب عنه صاحبه، وكل ذامٍّ فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه حاشا الكذب؛ فلا سبيلَ إلى الرجعة عنه، ولا إلى كتمانه حيث كان.
مشاركة من أمَل أحمد ، من كتابطوق الحمامة في الألفَة والأُلَّاف