اقتباسات خوان خوسيه مياس

مات أبو أوليجاريو جرّاء حادثة، فاضطرّ أوليجاريو، من أجل أمّه وأخته، أن يختبئ في حمّام البيت، ويضع الشارب والمرأة، عند رؤيته في الممرّ، فكّرتْ أن زوجها قد عاد إلى الحياة، فكفّتْ عن البكاء الحال أن أوليجاريو لم يستطع التّخلّي عن الشارب.

حكاية عن طفل يُدعى أوليجاريو، يعيش مع أبَوَيْه وأخته الأصغر منه في قرية آمنة وسعيدة صنع أوليجاريو لنفسه شاربًا مستعارًا في الخفاء، يشبه شارب أبيه الذي اعتاد اصطحابه في طريق المدرسة هكذا، كلّما حدثتْ له مشكلة مع زملائه أو مدرّسيه، كان يختبئ وراء شجرة ليضع شاربه

ظهرتْ أسنانها من خلف شَفَتَيْها، فأضاءتْهما، وكانتا، كما العينَيْن، عضوَيْن كونيَّيْن يمنحان لمعانًا من عمق السماء. وكان الممرّ، على جانب آخر، قد فَقَدَ مفاهيم الطول أو الاتّساع.

في الشهور الأولى من الشتاء الماضي، بعد قليل من موت أَبَوَيّ في حريق، لم أتسبّب فيه، ومنذ ذلك الحين، ورغم أني لم أعد لتأمُّل الشارب، كنتُ أستسلم للَمْسه في مرّات، أضطرّ فيها لإدخال يدي في الخزينة، لأبحث عن ورقة ما .

بعنوان “الأبله”، وبدا بالنسبة لي أحد أغرب ألغاز تلك الفترة قرأت بعض السطور من هذه الرواية وأنا أبحث عن نفسي فيها، متخيلاً أني أنا من كتبها ومحاولاً فهم ما الذي يراه أبي في الأبله (الذي هو أنا) حدث أني كنت أبله قليلًا، لأني تبولت في السرير في سن لم يعد هذا مقبولًا فيها.

أنا أكتب لأن أبي كان يقرأ ‫ انظروا إليّ في صالة البيت تلك الفترة، الأثاث كان غامقاً، غامقاً أيضاً كنت أنا من وراء الكنبة أنا هذا الكائن الذي تقول له أمه: لا تصرخ، بابا يقرأ؛ لا تركض بالممر، بابا يقرأ........و بابا لم يكن يفعل شيئًا غير القراءة.

فتقبّلني وتقول لي ألّا أهتم، إن أهم شيء أن أقبل أن نصيبي من الحياة أب غريب وألّا أنتظر منه أكثر مما يمكنه منحه.

هل تريدون معرفة الفارق بين الشفقة والحب؟ ابحثوا عنه داخل أنفسكم. إن عثرتم عليه، فأنتم بؤساء مثلي. الشفقة بديل للحب، تكون أحياناً بديلاً طبق الأصل، من هنا يصعب التفرقة بينهما.

البالغون أيضاً مترعون بالهلع، هلع ربما تعلموا مداراته، لكن بنظرة واحدة مثل نظرتي يمكن الإمساك بسهولة بنظرة هلعهم.

كنت طفلا مترعاً بالثقوب، ليست ثقوباً يعاني منها الناس هنا وهناك، وإنما ثقوب سوداء يقولون إنها تستحوذ على الكون وتلتهم كل ما يقترب من أطرافها، بما فيها الضوء.

أكتب أيضاً بطريقة من يكون سجيناً فيما يكون أبي هو السجّان.

أن أدركت بطريقة عملية ما كنت أرتاب فيه بطريقة نظرية: أن البالغين أيضاً أطفال، أنهم أشخاص هشون، يصنعون جبهة لمواجهة هجوم الواقع، ليس كما ينبغي عليهم بقدر ما يستطيعون إلى ذلك سبيلاً

لم تستطع رؤية قناع الحياد الذي استحال إليه وجهي، وبالتالي تزوجنا وأنجبنا اولاد، وكانت تحبني كل يوم أكثر وكل عام كان امتنانها يزيد تجاهي وسارت الحياة دون أن أعترف لها أبداً بهويتي الحقيقية، ولا حتى في سرير الموت، إذ كنت أموت قبلها دائمًا.

أنا أن يكونوا واقعيين، لكن ربما يولدون خياليين، لأني أشعر أني مدان منذ ميلادي بنوع من اللاواقعية.

أبي لا يقرأ النصوص الفائزة بجوائز، نصوص مولودة من الخطيئة الأصلية للتجارة، نصوص يقرأها أي أبله لأن أي أبله كتبها. ما إن بدأت الكتابة حتى تحولت إلى أكثر ما يبغضه هو: مؤلف ناجح.

بينما يتحدث كاهن عن الخطيئة الأصلية كأنها جرح جئنا به إلى العالم. إنها جرح في طبيعتنا، نتشكّل منه وننقله إلى نسلنا كما ننقل جيناتنا الوراثية.

المتواري يشغل مكاناً أكبر من المكشوف،

هل تريدون معرفة الفارق بين الشفقة والحب؟ ابحثوا عنه داخل أنفسكم. إن عثرتم عليه، فأنتم بؤساء مثلي. الشفقة بديل للحب، تكون أحياناً بديلاً طبق الأصل، من هنا يصعب التفرقة بينهما.

لكل منا أسراره”، عبارة معناها أنها لا تريد معرفة شيء. أو أنها تريد المعرفة وعدمها في نفس الوقت. أو أنها تريد المعرفة دون أن تعرف. أو تريد ألّا تعرف وهي تعرف. كل هذه الاحتمالات مرت برأسي، كلها، كلها، أقسم على التحليل

وخشية أن أشي بنفسي، لم أتجرأ على قراءة “الأبله” ولا “الجريمة والعقاب”. كنت أعرف مكانهما في المكتبة، لأني حين أقول “بابا” فأنا أقول الترتيب الأبجدي، وكنت أسحبهما سراً، وأقرأ طية الغلاف الداخلية أو ظهر الغلاف، وتحققت من أن دوستويفسكي كان يعاني من الصرع