الغواص: أبو حامد الغزالي > مراجعات رواية الغواص: أبو حامد الغزالي > مراجعة Mahmoud Toghan

الغواص: أبو حامد الغزالي - ريم بسيوني
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

1️⃣ الموضوع : قراءة استمتاعية

2️⃣ العمل : " الغواص ـ أبوحامد الغزالي "

3️⃣ التصنيف : سيرة ذاتية ـ تاريخية ـ نفسية

4️⃣ الكاتبة : Reem Bassiouney

5️⃣ الصفحات : 496 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2024 م

7️⃣ الناشر : دار نهضة مصر للنشر والتوزيع

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

🌹ختامه مسك وسلام .. مع حُجة الإسلام🌹

▪️ـ الآن، وقد أوشك العامُ على النهاية، وفي النهاية ختامٌ بسلام، وخيرُ الختام ما كان مِسكًا، وخير الأخير أطيبه ، وأطيب الطيب أعذبه ، وأعذب العيش أن تعيش بالرضا ،وكل الرضا أن تستلم للقضا ، وهنا غايتي وجدتها ، مع روايةٍ فاح منها العبير، وعاشت معي الكثير ؛ أقرؤها نهايةً لا بداية ، وأعيشها بواقع لا حكاية .. حين أظمأ فمنها أرتوي، وحين أحزن تحتوي ، وحين أسخط تُرضيني، وحين أتعب تُرقيني، وحين أتكاسل تدفعني، وحين أغضب تمنعني، وحين أُفرِط تجمعني، وحين أصمت تكلّمني، وحين أُثرثر تُسكتني، وحين أهرب لأعود، وحين أبخل لأجود، وحين أركن لأسود.

▪️ـ مكثت معي زمنًا طويلًا، كلَّ ليلةٍ أختم بها قراءاتي، بقليلٍ منها أقنع، وبيسيرٍ منها أشبع ، رسالةٌ هي لكل متخاذل، ولكل مناضل، لكل معاند، ولكل مجاهد، لكل طالب، ولكل شيخ ، في ذكرى ميلاد حجة الإسلام "الغزالي" وفي ظل حرب ضروس تقوم عليه ممن لا عقل لهم يفهم ، ولا وعي لهم يستقيم ، تأتي الدكتورة ريم بسيوني برواية الغواص ، لتأخذ بقلبك إلى عالم سيدنا فريد عصره ، وإمام مصره ، وحجة الإسلام ، ومنارة الإفهام " محمد الغزالي".

▪️ـ وحين تكون القراءة منارةً وسبيلاً، وهدايةً ودليلاً، فاعلم يقينًا أن حاجتك فيها مقضيّة، وبغيتك فيها مرجوّة، ووقتك معها ثمين، ونقلك منها أمين، وتفكّرك فيها وعي، والمكوث معها سعي، والعيش في كنفها حياة، لكل من ضلّ طريقه أو تاه .. روايةُ أكبرَ من جنسها، وأوسعَ من تعريفها، وأعصى على حصرها في خانة السرد؛ لأنها لا تُقرأ… بل تُعاش ، لا تكتفي بأن تُحكي، بل تُبدِّل جلد قارئها، وتُخلخل يقيناته، وتُعيد ترتيب روحه قطعةً قطعة؛ لنعلم أننا لسنا أمام رواية، بل بإزاء مقام، ودخولٍ في حضرة، وعبورٍ من ظاهر الحكاية إلى باطن الحقيقة.

▪️ـ هنا، في رواية الغوّاص، لا نمسك بالخيط لنقود النص، بل يمسك بنا النص ليقودنا .. كل سطرٍ فيها بئر من الأنوار، وكل فقرةٍ غوص في بحار الأسرار ، وكل معنى لؤلؤة تستخرج من جوف المحار .. أما عن ماهيتها، فلا تسأل:

أهي تاريخية؟

فالجواب: لا.

أهي روحية محضة؟

فالجواب: لا.

أهي فلسفية خالصة؟

فالجواب: لا.

أهي سيرة ذاتية مكتملة؟

فالجواب: لا…!

فالحق إنها كل ذلك مجتمِعًا، ومنصهراً ، ومُعادَ خلقه ، فالتاريخ فيها لا يُكتب تأريخاً ، بل بنبض النفس تشريحاً ؛ يمشي على قدم الزمن ويحفظه ، ويتكئ على كتف القلب فيوقظه ، ويُروى بلسان التجربة ، بفلسفة الفكر ، بسعة العقل ، بأمانة النقل .

▪️ـ حياواتٌ متعددة ، ولقاءاتٌ متجددة ، وأسواقٌ وسلاطين، وعلماءُ وكتب، وفتاوى ووعظ، وتدريس ومنصب، وصيتٌ ينتشر، ولسانٌ يفيض، حتى يبلغ صاحبُه ذروةَ ما يُشتهى:

علمٌ ومكانة، جاهٌ ورفعة، زوجٌ وولد، قربٌ من السلطة، وبُعدٌ عن الحاجة ، عن القوة النفسية التامة والعامة ..

ثم… الانكسار بعد قرار

ثم… المحنــة خلف المنحة

ثم… انعقاد اللسان، وانفتاح الجنان

رحلةٌ من ميلادٍ إلى شقاء ، ومن شقاء إلى بقاء ، ومن وطن إلى هجرة، ومن هجرةٍ إلى مقام، ومن مقامٍ إلى خلع، ومن خلعٍ إلى فناءٍ أرقى من البقاء .. وهنا تبدأ الرحلة الأخطر:

رحلة ما بعد العلم، وما بعد الجاه، وما بعد السلطان ، حيث يبدو كل سلطانٍ دونه ذليلاً ، وكل بلوغ سواه ضئيلًا، وكل طريق لم يُفضِ إلى الله وحده وهمًا ، كل غِنى يُرى فقرًا ونهماً ، كل علمٍ بلا يقين يُرى جهلًا، كل سلطةٍ تُرى عبودية، وكل منحةٍ تُكشَف محنة.

▪️ـ رواية تدخلها قارئًا فتخرج منها مُحاسَبًا، تلجها آمنًا فتغادرها مرتعشًا، تظن أنك تبحث عن حكاية، فإذا بالحكاية تبحث عنك وتُناديك ، وتضع يدها على موضع الوجع فيك .. وكيف لا، والحديث ليس عن عَلَم عابر، بل عن الغوّاص الأكبر، من غاص في بحار النفس حتى كاد يغرق، ثم عاد وفي يده خرائط النجاة؛ له ولكل من سواه ، عن الإمام، الحُجّة، أبي حامد الغزالي، الذي لم يكتب ليُعجب، بل ليُخلّص، ولم يسرد ليُمتِع، بل ليُوقِظ، ولم يغص في بحر المعرفة إلا بعد أن جرّب مرارة التيه، ووحشة الشك، وسواد الليل حين ينقطع الدليل ، ليقوده الوجود إلى الرب الجليل .

▪️ـ كثُرت الكتابات عن الإمام الغزالي، وتعدّدت السُّبل إليه؛ كتبٌ تُعرّف، وسِيَرٌ تُؤرّخ، ورواياتٌ تمرّ مرَّ الكرام … أمّا الغوّاص فليس طريقًا إليه، بل نزولٌ معه، ليس حديثًا عنه، بل حلولًا في صمته، ليس وصفًا لمساره، بل سَيْرٌ على جمر خطاه .. في الغوّاص لا نرى الغزالي من علٍ، بل نراه من الداخل، نسمع أنفاسه، ونعدّ خفقاته، ونرتجف مع شكّه، ونطمئن مع يقينه ، ونبكي مع أنينه .

▪️ـ وكما غاص الغزالي في بحار النفس والروح والحكمة، غاصت الكاتبة في بحره هو، عاشت حركته وسكنته، ألمه وفرحه، وحدته وجماعته، في خلوته واجتماعه، في درسه وذكره، حتى لم تعد تكتب عنه… بل به، ومنه، وفيه .. قدّمته طفلًا ضعيفًا، وشابًا حائرًا، وعالمًا لامعًا، طالبًا وزوجًا، أخًا وصديقًا، مطارَدًا ومقيمًا، تائهًا وواصلًا، سالكًا وعابدًا، زاهدًا ومربّيًا، تلميذًا وهو شيخ، وشيخًا وهو تلميذ، يرتقي درجةً درجة، وينخلع مقامًا مقامًا، حتى بلغ قمّة القِمم، لا بعلوّ الجاه، بل بسقوط الوهم من سَماه .

▪️ـ إحياءُ علومِ الدين، والمنقذُ من الضلال، وأيُّها الولد، والمستصفى من علمِ الأصول، وتهافُتُ الفلاسفة، والاقتصادُ في الاعتقاد، وجواهرُ القرآن وغيرهم الكثير .. كتبٌ عرفنا حكايتَها وأسبابَها وأزمنتَها ومحتواها، ولِمَن كُتِبَت، ومَن يقرؤها، ومَن يعيها، ومَن يفهم معانيَها ، في الفقة ، والأصول ، والعقيدة ، والتربية ، والسلوك ، والفلسفة ، والمنطق ، والتصوف .. ولذلك مثل الغزالي لا يموت.

▪️ـ كلُّ ذلك كان بلغةٍ سلسةٍ بسيطةٍ قويةٍ ، جليّةٍ عليّةٍ ، هيّنةٍ ليّنةٍ ، مترادفاتٍ يقرؤها البسيطُ فيفهم، والمثقّفُ فينهم ، بيانُ ما أُوجزه مع طولِ العمل، وفصاحةُ ما أجزلها بلا ملل، وبلاغةُ ما أجلها بلا علل، في حبكةٍ متنوّعةٍ متراميةِ الأطراف، لا تسير وفق قواعد أو خطوط أو مساراتٍ محدّدة، لكنها تتشعّب بتشعّب مسارات شرايينك، حتى يرتوي منها كلُّ شريانٍ في نفسك، ويستقيمَ كلُّ وادٍ في رسمك.

▪️ـ روايةٌ خفيفة في لفظها ثقيلة في معناها ، طويلة في أثرها، تدفعك دفعًا إلى محاكمة ذاتك، أن تُفتّش فيك عن الحق والباطل، عن النور والظلام ، عن الفقر والغنى، عن علمٍ بلا يقين، ويقينٍ بلا عمل ، وعمل بلا غاية ، وغاية هي الرضوان في حضرة الرحمن .. أفرحتني فأبكتني، أيقظتني فأوجعتني، زلزلتني فأقامتني، قضّت مضجعي وقلّلت مهجعي .. لم أجدني إلا سراب بالي ، أمام عظمة هذا الغزالي .

▪️ اقتباسات رائعة ملهمة:

ـ ❞ «ومهما كان الرجل مجربًا للزمان فإنه ما لم ينظر في الكتب لا يكون كامل العقل». ❝

ـ ❞المستقبل ليس في عام أو عامين بل في ألف عام وألفين، أنت الزمن… فأصلح نفسك يصلح زمانك.❝

ـ ❞ الروح غريبة تتوق إلى السماء، والجسد ينازعها ليلتصق بالأرض، وأنا أتهتك بين الاثنين، لا وصلت روحي ولا هدأ جسدي. ❝

ـ ❞ القوة ليست دومًا الحل الوحيد، أحيانًا نحتاج إلى بعض الضعف حتى نصبح أقوى، وإلى بعض الهزيمة حتى نتمكن من النصر، وإلى بعض البكاء حتى نتعايش مع الصور ❝

ـ ❞ «لا وصول إلى سعادة لقاء الله في الآخرة إلا بتحصيل محبته والأنس به في الدنيا، ولا تحصل المحبة إلا بالمعرفة، ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر، ولا يحصل الأنس إلا بالمحبة ودوام الذكر». ❝

#أبجد

#الدكتورة_ريم_بسيوني

#الغواص_أبو_حامد_الغزالي

#مراجعـــات_محمـــود_توغـــان

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق