اسم الرواية: #جريمة_هاردلي_هاوس
تأليف: محمد حياه
دار النشر: دارك للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: ٣٥٢ صفحة
تصميم الغلاف: بلال محمد
سنة الإصدار: ٢٠٢٥
التقييم: ⭐⭐
⭐ فكرة الرواية:
تطهير الأرض من ذنوب وآثام النساء العاهرات، أو حتى اللواتي لا يحترمن رجالهن الاحترام الذي يليق بهم، وذلك من خلال مجموعة من الرجال من شتى الأعراق والأجناس الذين آمنوا بهذه الفكرة واعتنقوها، بل وعملوا على تأسيس كيان سموه "أخوية الهيصر"، يهدف إلى تنفيذ هذه الأفكار والمفاهيم، والعمل على نشرها على نطاق واسع، وتقديم كافة المسوغات والمبررات لمن يُقدم على قتل إحدى هؤلاء النسوة في شتى ربوع العالم.
⭐ الحبكة:
من خلال هذه الفكرة الرئيسية، تبدأ الأحداث بجريمة قتل تطال دبلوماسيًا متقاعدًا داخل فيلته الواقعة ضمن كومباوند مغلق لا يضم سوى سبع فيلات. غير أن هذه الجريمة ليست سوى الشرارة الأولى لسلسلة من الجرائم البشعة والمقززة التي حدثت في أزمنة مختلفة، وارتكبها عدد من القتلة المتسلسلين الذين تبنّوا هذا الفكر الشاذ.
تتسع هذه الشبكة المريضة وتنتشر في شتى بقاع العالم، وكأن أفرادها منحوا أنفسهم حق إصدار أحكام الإعدام أو ممارسة القتل البطيء ضد النساء، بدافع الحقد والتعصّب والانتماء لفكرة ملوّثة بالكراهية.
بطبيعة الحال، تحوم الشبهات حول ساكني الكومباوند، لا سيما أن علاقتهم بالدبلوماسي القتيل كانت من سيّئٍ لأسوأ، لكننا نفاجأ في نهاية المطاف بأن الجريمة لم تُرتكب بدافع السرقة أو الانتقام، وإنما نُصرةً ودعمًا لمبادئ "أخوية الهيصر"، التي توغّلت أكثر وأكثر في مختلف الأوساط الاجتماعية محليًا وعالميًا.
⭐ النهاية:
جاءت النهاية مؤلمة وصادمة، لكنها شديدة الواقعية، وفقًا لموازين القوى التي رسمتها الرواية من بدايتها لنهايتها، في ظل فشل المنظومة الأمنية في فك طلاسم هذه الجرائم والإيقاع بمرتكبيها الحقيقيين. بل الأدهى والأمر من ذلك، نجاح هذه الجماعة المنحرفة والمنتسبين إليها في خداع الشرطة في أكثر من جريمة قتل، وتوجيهها بطرق متنوعة للإمساك بالشخص الخطأ.
⭐ الغلاف:
جاء غلاف الرواية متماشيًا مع أحداثها التي تدور معظمها في كومباوند هاردلي هاوس، بفيلاته السبع وأجوائه المريبة الغامضة.
⭐ الجوانب المضيئة في الرواية:
من أبرز نقاط القوة عنصر الإثارة والتشويق الذي غلّف صفحاتها؛ إذ نجح الكاتب في رسم أجواء من الغموض والتوتر من خلال مجموعة من الجرائم المختلفة، فضلًا عن بعض الاضطرابات والهلاوس النفسية التي أصابت عددًا من أبطال العمل، وجعلتهم يؤمنون بوجود أشباح وأرواح شريرة وقوى خفية في أماكن متعددة، أهمها بطل العمل الأساسي: "كومباوند هاردلي هاوس".
كذلك كان الانتقال عبر الخطوط الزمنية المختلفة سلسًا غير مربك، إذ نجد الكاتب يعود بنا إلى نهايات القرن الثامن عشر للتعرّف على حكاية صديق عوني باشا، أحد المؤسسين الأوائل لما يُعرف بـ"أخوية الهيصر"، والذي كان يمتلك قصرًا بحي الزمالك، بُني على أنقاضه كومباوند هاردلي هاوس، ومعه يُفتح باب لمزيد من الكشف عن الجرائم الدموية وسر ارتباطها بهذا القصر.
⭐ اللغة:
من المنطقي أن يتبادر إلى الأذهان تساؤل حول أسباب هذا التقييم المنخفض، على الرغم من الحديث الإيجابي عن فكرة الرواية وحبكتها. والإجابة تكمن في أهم عناصر العمل الروائي، وهو اللغة.
كان من الممكن تقييم العمل بأكثر من نجمتين، لولا كمّ الأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية التي لا تُغتفر، أخطاء ساذجة تصل إلى حدّ البشاعة، ناهيك عن ركاكة الأسلوب في كثير من الفقرات. وما يزيد الأمر غرابة أن الرواية خضعت للتدقيق اللغوي، فما بالكم إن لم تخضع! ربما حينها كنا سنحتاج إلى "جوجل ترانسليت" ليترجم لنا النص إلى العربية السليمة. أتمنى من دار النشر أن تُراعي ذلك مستقبلًا، لأن مثل هذه الأخطاء من شأنها أن تؤثر على جودة العمل برمته، والأهم أنها تنعكس سلبًا على مزاج القارئ.
وفي واقع الأمر، لا يمكن تقييم أي عمل روائي بمعزل عن اللغة المستخدمة في كتابته؛ فاللغة هي التي ستجعلك تشعر بأن هذا النص أو ذاك إمّا نصًا نابضًا بالحياة، مفعمًا بالمشاعر والأحاسيس، أو نصًا بائسًا وفقيرًا، تستكثر عليه حتى الحبر الذي أُسيل لكتابته. ولا أدري إن كانت أعمال الكاتب السابقة تحوي نفس القدر من الأخطاء اللغوية الكارثية، أم أن هذا أمر تتفرّد به هذه الرواية وحدها.

