"عروة حيائها منهدلة كزهرة نديّة الأوراق، والشّافران المنغلقان والمنفصلان يرتسمان بأحمرهما الخجول كحدّين لرغبة لا تُحدّ. عِنّابُ الفرج منبثقٌ بخفر ولا يكاد يبين وسط التلافيف التي لا توصف. (…) من الخلف كانت عُروة الفرج تلتمّ كالبُرعُم وتنغلق كالصدفة، تنطوي على قليل من القتامة، فالعِجان المتواري بين الفرج والبتيلة جزءٌ من الشق الصاعد حتى ملتقى الرّدفين." - حديقة الحواس للّبناني عبده وازن 🇱🇧
في عام ١٩٩٣، صادَر الأمن الوطني اللبناني رواية حديقة الحواس بعد شهور من نشرها لتعمّد الكاتب 'وصف العملية الجنسية بشكل فاضح وإباحي' على حد تعبير الأمن آنذاك، وذلك بإيعاز من مرجعيّات دينية لبنانية. صار الكتاب ممنوعًا، شأنه شأن أعمال أدبية أخرى سبقته مثل أولاد حارتنا ووليمة لأعشاب البحر وغيرها من الروايات، قبل أن يُتداول مجددًا.
تدور أحداث الرواية عن رجل يقص علينا تفاصيل انسلاخه الكامل عن الحياة عبر انسحابه انغماسه إلى جسد امرأة جعل من مفاتن جسدها خارطة لوجوده وحديقة لحواسّه، يصفها بزخم من المفردات التي تذكرنا بثراء اللغة العربية في تعاطيها مع الإيروسية، ومفردًا مساحات كبيرة لوصف الفرح والعانة والحقوين، وغيرها من أجزاء الجسد وتفاعلها مع الاستثارة.
يصف لنا وازن بالتوازي ما يعنيه له فِعل الكتابة بما ينطوي عليه من معاناة وإحباط وتحرُّر، فنجده يتساءل: "ربما كانت العُزلة حافزي على الكتابة (…). ولم تكن الكتابة إلّا طريقة للخروج من حصار المرايا، لاختراق الصور الكثيرة لوجهي وجسدي تلك التي تتعدد وتتداخل"، ويقول "تُجْتَرَح الكتابة اجتراحًا وتحلّ كالصدفة، تحين دومًا كَثَمَرةٍ، كثمرةٍ خارج وقتها"، كما يصارحنا: "أكتب فقط كي أمحو وجهي، كي لا أترك أثرًا، كي أتدمر بصمت، كي أغيب غيبة تلو غيبة."
قراءة ستراوغ سواد كبير من القرّاء، وتستثير قطاع آخر بطبيعة الحال، بل وستترك الكثيرين عند بواباتها يسترقون النظر باشمئزاز قبل أن يعودوا أدراجهم لأدب أكثر أمنًا وصوابية.
#Camel_bookreviews

