التوأم الثامن > مراجعات رواية التوأم الثامن > مراجعة Youmna Mohie El Din

التوأم الثامن - آمال رشاد
تحميل الكتاب

التوأم الثامن

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

مراجعة مجموعة التوأم الثامن للكاتبة آمال رشاد

تقدّم آمال رشاد في التوأم الثامن عالمًا قصصيًّا يفيض بالحساسية، والوعي، وارتجاف الروح أمام الألم والوجود. قصص المجموعة ليست مجرد حكايات قصيرة، بل هي تجارب شعورية كاملة، كتبت بقلمٍ يعرف كيف يلامس القلق الإنساني، وكيف يحوّل الخوف والأسئلة المعلّقة إلى نصوص تنبض بالحياة.

صوت البندقية… الخوف حين يُولد في الطفولة

تكتب آمال رشاد هذه القصة بحساسية ناضجة تلتقط وجع الحرب من بين أصابع الأطفال. يظهر الخوف كظل لا ينتهي، يمتد من الماضي إلى الحاضر، ويظهر في تفاصيل الألعاب الصغيرة ووجوه الأسر المشرَّدة. إنها قصة عن ذلك الصوت الذي لا يختفي حتى لو ابتعدت البندقية… لأن أثرها يبقى داخل الروح.

الوهن… عندما يصبح الخيال صورة أخرى للواقع

هذه القصة أكثر ارتباطًا بالخيال، لكنها تُقدّم خيالًا يوازي الحقيقة في شدته. تصوغ الكاتبة الألم والصراع الداخلي بين الخوف وإنكار الواقع عبر وصف دقيق للجسد والروح، دون أسماء أو شخصيات محددة. وكأن النص نفسه وُلد من عمق تجربة شخصية لا تُقال، من فكرة تتكوّن في الظلام ثم تبحث عن معنى وجودها في هذا العالم. قصة تُشبه اعترافًا مكتومًا خرج من رحم الروح مباشرة.

عناق مُلجَم… الألم الذي يحرس الجمال

قصة تمتاز بحساسية شديدة؛ تساؤل عميق بين الجمال والقبح، وبين ما يشعر به القلب وما يغفله البشر. تُظهر الكاتبة قدرة الأطفال على منح الحب دون حساب، وعلى رؤية ما يعجز عنه الكبار. نص يلمس الوجدان كأنه يعانق روح القارئ رغم الألم الذي يملأه.

نزيلة السماء… رحلة البحث عن هوية الوجود

قصة تذكّر بأجواء السينما الروحية، كتلك التي جسّدها عمران خان في بعض أعماله. هنا تبحث "مريم" عن سر وجودها منذ لحظة نزولها من السماء، في سرد يستدعي حكايات الخلق الأولى: آدم وحواء، البداية والتساؤل، ودهشة الاكتشاف. قصة عن الإنسان حين يسأل السماء عمّن أرسله… ولماذا.

القِطّة الحزينة… الضوء الذي تفتّش عنه الأرواح الصغيرة

فكرة القصة مميزة ومختلفة؛ قطة تبحث عن النور وسط عالم بشري مزدحم ومُنهِك. تفتّش عن الحنان والرعاية، وترفض العيش في ظلام الغرفة المغلقة. تنهض القصة كاستعارة مؤلمة عن الكائنات الضعيفة التي لا يسمع أحد أنينها، وعن حاجتها البسيطة للأمان.

لمسات آمال رشاد… بين الجنون والوجع وعمق الأسئلة

تكتب آمال رشاد قصصها بروح تجمع بين الجنون الجميل والألم العميق والصراع الداخلي. نصوصها تمزج الخيال بالواقع، وتتحرك فوق حدود العقل، لتكشف ما لا يراه الآخرون، وما يتجاوز التمييز التقليدي بين الوهم والحقيقة.

إنها تحوّل التفاصيل الصغيرة إلى عوالم كاملة، وترسم مشاعر الإنسان في لحظات ضعفه وقلقه ورفضه وخوفه. قصص قصيرة، لكنها تحمل ثقل تجارب حياة كاملة.

وفي الختام، لا نجد إلا أن نشكر آمال رشاد على هذا العمل الثرّي، وعلى ذكائها السردي الذي أهدتنا به هذه المجموعة الصادرة عن دار بيت الياسمين.

ونأمل أن نسمع عنها خبرًا مفرحًا وإصدارًا جديدًا في العام القادم… فهي كاتبة تستحق الانتظار.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق