أكسجين سام > مراجعات رواية أكسجين سام > مراجعة Mustafa Shakrah

أكسجين سام - مي حسام أبو صير
تحميل الكتاب

أكسجين سام

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هي رواية اعتمدت فيها الكاتبة على فكرة مجموعة قصص في قصة واحدة، إذ تناولت عشرين قصة مختلفة، ترتبط ببعضها ارتباطاً دقيقاً، كل قصة منها قائمة بذاتها، لكنها تلتقي في الثيمة والجوهر.

إن التقنية السردية في الرواية لا تقتصر على بناء الأحداث، بل تتجاوزها إلى خلق علاقةٍ وجدانيةٍ بين القارئ والنص، كما أنها تقدم دهشة فلسفية مطلوبة متدرجة، بحيث يعيش القارئ تجربة الصدمة في كل مرحلةٍ من مراحل الرواية، لتبلغ الرواية أسمى مستويات هذه الدهشة في نهايتها الصادمة.

تتابع هذه المجموعة القصصية سردها المتماسك دون أن تنفرط أو تقع في العوائق، كعنقود عنبٍ كبير، كل حبة فيه تشكّل قصة مختلفة بمذاقٍ خاص، وإذا سقطت حبة اختلّ طعم العنقود كله.

استطاعت الكاتبة أن تقدّم الرواية بصياغاتٍ إبداعية متعددة، وضعت القارئ في مواجهة مع الشخصيات والبحث عن الحقيقة السردية، التي تتكشف في نهايات الرواية حين نعلم أن هذا البوح الحزين، وهذا السرد المتدفق، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعنوان أكسجين سام.

رواية تكشف عن نمذجة سردية حقيقية، تنسج مجموعة قصصٍ في إطارٍ واحد، في بناءٍ واقعيٍّ وسورياليٍّ في آنٍ معاً.

تشبه في عمقها روايات كافكا وساراماغو من حيث الغرائبية الممزوجة بالصدمة، إذ يعيش البطل في عالمٍ متحوّل بين الواقع والكوابيس والاضطرابات النفسية، الرواية مكتوبة بلغةٍ عربيةٍ فصحى، وقد خلت إلى حدٍّ كبير من العامية المصرية، إلا من بعض الإشارات الثقافية كالأغاني والأماكن.

هي رواية تدفع القارئ للتساؤل حول صراع الإنسان مع الأحداث التي تواجهه، والمشاكل التي تؤثر عليه، في صياغة متينة تحمل واقعية سوداوية واضحة، بما فيها من ظلالٍ ومقابر وأرواحٍ وهلوسات واضطرابات، تجعلها رواية نفسية سيكولوجية بامتياز.

كما إنها تعيد تعريف الإنسان من منظور الصدمات التي يتعرض لها، وما تسببه من تشظّي هويته الحقيقية بين ذاته الأساسية وصورته المتشظية واختلال ذاكرته. هذا الصراع ينمو كلما تكشفت خيوط الصدمة أكثر.

نجحت في إيصال دهشتها الفلسفية، من خلال تعبيرها عن واقعٍ مؤلم، إذ أنها ضرورة لفهم ذواتنا، وكيف نتعامل مع "الآخر" الكامن فينا، لتعيد إلينا التفكير في الإنسان ويومياته، وكيف يتجنب الحوادث المشؤومة التي قد تترك فيه ندوباً لا تزول.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق