لوغاريتمات الشهرة > مراجعات كتاب لوغاريتمات الشهرة > مراجعة Mohamed Tharwat Abdulaziz

لوغاريتمات الشهرة - عمرو منير دهب
تحميل الكتاب

لوغاريتمات الشهرة

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لوغاريتمات الشهرة

عمر منير دهب

ضفاف

146

⭐️⭐️⭐️⭐️

في هذا الكتاب يتناول الكاتب موضوع يشغل بال الجميع سواء بقصد منهم او عن دون قصد وهو الشهره فكلنا يختلط بها سواء كان مشهوراً او صانعاً له كما سنرى خلال فصول الكتاب ولكنه يُؤثر أن يبدأ الحديث عن الشهرة من البداية وبتحليل فلسفي يشمل كل ما يتعلق بها ما دامت لصيقة بنا هكذا.

وعلى عكس ما هو متوقع من العنوان حيث قد يعتقد البعض أن الكاتب سيقدم الحل الأمثل لمعادلة تحقيق الشهرة يحطم الكاتب ذلك الاعتقاد على صخرة الواقع فيخبرنا انه لا توجد عوامل محدده للشهرة او طريقة معروفه فالامر في النهاية محصلة للعديد من العوامل متحدة معاً سواء كانت الصدفة أو الاجتهاد أو الجدارة او الوقت الأمثل أو العلاقات او حتى ما لا نلمسه مثل الكاريزما في بعض الأحوال .

هذا ويؤكد لنا الكاتب أن الأمر يستحق السعي فالأهم من تحقيق الشهرة واقعياً هو رحلة العودة من البحث عنها حيث نكون محملين بكثير من الادارك والجراح احياناً .كما انه وضح انه هناك فرق كبير ما بين الشهرة والنجاح فليس كل نتجح مشهور وعلى العكس من ذلك ليس كل مشهور ناجح فبعض الشهرة تكون نتيجة لفشل او كارثة اخلاقية مثلاً.

كما انه بالرغم من ان تحقيق الشهرة يتطلب السعي المستمر والإلحاح في طلبها إلا أنه هناك فارق ما بين الإلحاح والسعي في طلب الشهرة وبين تسولها ولعله اختار مثلاً غاية في الواقعية حينما ذكر مصطلح النجومية فهي وإن كانت تعني الشهرة والتألق فهي تدعو أكثر للبعد بعض الشيء وتجنب الإنتشار المبتذل والمسمى بتسول الظهور والشهرة.

كما ذكر الكاتب أنه التسويق الذكي هو عامل فعال جدا لتحصيل الشهرة وضرب مثلا بسلسلة المطاعم الشهيرة كنتاكي وورد في ذهني ايضاً تعدي الأمر لما هو أبعد من ذلك حيث أن الأمر قد وصل إلى إنشاء كارتون للأطفال قائم على فكرة الخلطة السرية والبحث عنها كما في sponge Bob وهو ما يرسخ هذه الفكرة لدى الكبار والاطفال ايضاً مما يذهب انه خلال هذه المبالغة في التستر على تلك الخلطة يؤدي الأمر حال اكتشافها إلى أُفول نجم الشهرة وتحولها لمالك جديد .

لم يغفل الكاتب ايضاً ذكر العلاقة ما بين الشهرة والثراء متخذاً من لقاء بيل جيتس مثالاً فحينما سُئل في اي مجال كان سيجد نفس غير مجاله الحالي قال بلا ترد أنه كان سيصبح غنياً في جميع الاحوال فيما معناه ان هذه هي الشهرة في مفهومه على الاغلب كذا أوضح الكاتب أن وجود الشهرة بل واستمرارها ايضاً يتطلب موهبه كبيره في الترويج لها فليس من الضروري ان يكون المشهور هو اغنى شخص او كما يقال ( الصيت ولا الغنى).

وفي فصل في خط انتاج الرب اوضح الكاتب سبب هذا الاسم الذي يدعو للنفور نوعا ما وكيف أن بعض الأخطاء يجب تقبلها بل واستغلالها أيضاً ففي ذلك تحقيق لعظيم الاستفادة والشهرة وضرب على ذلك امثلة عديدة مثل الشيبسي والبنسلين وفي رأيي الديناميت وتحول فكرته التي أدت لجائزة نوبل وفتحت المجال لكثير من المبدعين للسعي لإفادة العالم أجمع في شتى المجالات.

❞ «من الواضح أن الموهبة وحدها لا تصنع الشهرة، بل إن الاجتهاد في صقل الموهبة الأصيلة كذلك لا يضمن تحقّق الشهرة بأي قدر. الشهرة لا تعانق إلا من يغازلها من المبدعين أو على الأقل يستجيب بإذعان لإشارات المغازلة التي تبادر بها، إذا جاز أن الشهرة تبادر نفراً من المبدعين بنداء من قبيل: هيت لك”. ❝

هذا وإن كانت الشهرة تأتي للبعض دون عناء منه أو لنقل من باب لم يتوقعه فهذا لا يعني أن هذا الشخص لم يقتنص الفرصه فعلى سبيل المثال نجد كل من أوباما وستيفن هوكينج ومايكل أنجلو وسلفادور دالي لمو يوفروا جهداً في اقتناص فرصهم حتى إن تبنوا فكراً مغايراً لما كانوا عليه سابقاً فكانوا من الحنكة أن سعو لتخليد ذكرهم بعد مئات السنين بسبب موقف واحد .

ذكر الكاتب سبب أخر للشهرة الا وهو الولاء فحينما عُرف أن سقراط لم يكن له نصوص مكتوبة نجد أن ولاء تلامتذته مثل افلاطون وغيره هو ما خلد ذكر افلاطون حتى يومنا هذا ولعل الكاتب اراد مداعبة خيال القارئ بذكر فرضية أن يكون سقراط مثلا على مواقع التواصل الاجتماعي فكيف ستكون شهرته وهل ستذيع لتطبق الآفاق أم أن ممثلا او رياضيا في عصره كان سيفوقه شهرة كما نرى اليوم في رأيي اعتقد أن متطلبات المجتمع ومبادئه هي ما سيحدد ذلك فشهرة الشخص نفسه متغيره بتغير الازمان والافراد.

هذا وان الشهرة والموضة وجهان لعملة واحدة فتغيير الموضة هدفه الحصول على شهرة واسعه من باب الخروج عن المألوف، كما أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلام والشهرة فكلاهما يؤثر على الأخر ويصبح إنعكاس له ذلك أن الإعلام مكون من أشخاص طبيعين يتأثرون بما حولهم .

وبالحديث عن الشهرة نجدها وإن كانت مطمح للكثير فهي قد تأتي للغير دون جهد منهم مثل رجال الدين والدعويين وهو ما قد يتعارض في رأي البعض مع صفة الزهد التي تحيط بهم كهالة والفيصل هنا هو جهاد النفس والتواضع من قبلهم حتى لا تؤثر شهرتهم على مكانتهم الدينيه .

كما ذكر الكاتب أن الشهرة أنواع وقد يفني أحدهم عمره في نوع منها وتأتيه في غير ما يحب كما المتنبي الذي حافظ على ذيوع صيته كشاعر لألف عام غير أنه كان يسعى للسلطة والحكم وهو ما لم يحققه رغم سعيه الدؤب ، كذلك تطرق الكاتب إلى علاقة الديموقراطية بالشهرة حيث أن الواضح للعيان أن فكرة الشهرة ديموقراطيه جداً لأن الجماهير العريضة هي من تقرر ذيوع صيت أحدهم أو غيره ، غير أننا نكون واهمين إن اقتنعنا بذلك مئة بالمئة فهناك في الغرف المغلقة مازالت أيادي السلطة تعبث ببعض الخيوط للتحكم في ما يكون Trend او لا .

ينصح الكاتب من يحصل على الشهرة بالا يلتصق بها وان يترك مسافة حتى لا تؤثر عليه لالسلب فيظل عمره يسعى دون طائل منه أو أن يحصل عليها بطريق مبتذل يسيء له ولمن حوله فليست كل الشهرة جيدة وكذلك ذكر أنه حتى الجواسيس تسعى للشهرة وسط كل ما تقدمه لبلدانها من تضحيات هذا وإن كان الانسان يسعى للشهرة بملء عقله فإن بعض الحيوانات والنباتات ايضا تحصلت على نصيبها من الشهرة وذلك بحسب الحاجه لها حتى وان لم نتعامل معها مثل الديناصورات وكلب اهل الكهف والكلبه لايكا وغيرهم ونهاية ربط بصلة وثيقة ما بين الشهرة والبراغماتيه حيث أن الاشخاص تتخذ الب اغماتيه وسيلة لتحقيق الشهرة ❞ تبدو البراغماتية وثيقة الصلة بالشهرة، فالشهرة تحضّ الطامحين إليها بأي صعيد على ركوب أي طريق يسهّل الوصول إليها، ولن يعدم طامح إلى الشهرة وسيلة إلى انتزاع المبررات من براثن الأخلاق والمُثل ليسوّغ ركوبه طريقاً منبوذاً بدرجة أو أخرى من الناحية الأخلاقية أو الاجتماعية لبلوغ غايته من الشهرة والمجد. ❝

هذا وبما تمتلك الشهرة من ب يق خاطف أخاذ لم يسلم من غوايتها حتى اليائسون من أصحاب مذهب العدمية فسعى كل منهم إلى نشر فكره ورؤيته عن طريق إضافات لمسات خاصة من الدعابة اللاذعة والتراكيب اللغوية الانيقة او غيرها من السبل كنوع من الترياق المضاد لسم الرسالة التي يتبنونها ، كذا وبطبيعة الحال ان كان اليائس من الحياة يطمح للشهرة فما بالك بالمطمئن أيسعى للشهرة أم يزهد فيها حتى وان اتته صاغرة دون مجهود منه.

وبالحديث عن الشهرة يجب الفصل ما بين شهرة الفردوشهرة المؤسسة ذلك ان شهرة الفرد تعني ذيوع الصيت سواء كان سيئاً او حسناً أما شهرة المؤسسة فتحددها عوامل شتى مجتمعه معاً ما بين الجاذبية العاطفية والمنتجات والخدمات المقدمة والوضع المالي وبيئة العمل والصفات الشخصية للقائد كما انه يشترط أن تكون السمعه طيبة .

كذلك نجد الشهرة تتاح للطعام ايضا مثل بعض المطابخ والاكلات الخاصه ببلدان معينه او بعض الأدوات المستخدمة حتى وإن كان الغرض منها التيسير على الفرد قد نجد معوقات تواجهها مثل الشوكة التي ظلت لقرنين من الزمان محل سخرية حتى أن من يستخدمها كان ينظر له على أنه مخنث ولعل من الاسباب التي تمنع انتشار بعض الادزات وشهرتها هي صعوبة الاستخدام او التنظيف مما يعزو بالفرد للاستغناء عنها.

وبالقول الشعبي أن "صاحب بالين كذاب" لا نستطيع القول ان من يبدع في مجالين يعزز من فرصة شهرته او حتى على النقيض يقلل منها بل كل حسب حالته ولعل من اهم الامثلة لذلك نعوم تشومسكي الذي اشتهر بالسياسة وعلم اللسانيات حيث ودف علومه لنيل شهرته في كل من المجالين ، أضف إلى ذلك أنه وان كانت الشهرة تتمتع بالديموقراطية فإن الشهرة للجميع أيضاً حتى وإن كانت لمدة 15 دقيقة فقط هي كل عمر الفرد من الشهرة فسيسعى لها بكل جهده.

بالرغم من أن الشهرة تداعب الفرد كغانية لعوب ففي بعض الأحيان تأتي لمن لا يعبأ بها كالموتى مثلا فها هو ابن خلدون تطبق شهرته الآفاق ويذيع صيته كمؤسس لعلم الاجتماع الحديث وهذا بالطبع لا ينفي مكانته في عصره ولكن من الجيد أن يرى المرء شهرته بعينه قبل موته وعليه فيجب ان يسعى لتقديم رسالة يستطيع الناس استيعابها في عصره وما يليه لتتحقق الفائدة المرجوة من سعيه.

وأخيراً وفيما يتعلق بالجدارة بالشهرة فالأجدر بها من حققها بالفعل وليس الأمهر او الأعظم موهبة وإنجازاً فها هو هوكينج يشتهر عن اقرانه بالرغم من انه ليس افضلهم ولم يحوز نوبل حتى وها هو اينشتاين يشتهر بعدما قرر جذب الانتباه له بكونه عالم اشعث لا يهتم بهندامه ولا مظهره فالعبرة إذا ليست بالجهد والتحصيل بقدر ما هي ذكاء التسويق كما اشرنا سابقاً.

في الختام كان الكتاب مميز وموضوعي تناول الشهرة بنظرة شمولية عامه وناقش كل جوانبها تقريباً كما تميز الكاتب بثقافته واطلاعه الذي تبين من ترشيحاته للكتب في بداية كل فصل وتميز بالذكاء ايضاً حيث أنه روج لبعض كتبه بالحديث عنها في بعض المواضع مثل كتاب جينات انثوية و جينات ثورية و ت اضعوا معشر الكتاب كما كانت لغته سهلة طيعه وامثلته واقعية بالتوفيق للكاتب وفي إنتظار القادم إن شاء الله .

#مسابقة_ريفيوهات_لوغاريتمات_الشهرة

#لوغاريتمات_الشهرة

#عمرو_منير_دهب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق