صيف ملعون > مراجعات رواية صيف ملعون > مراجعة Doaa Saad

صيف ملعون - جونج ميونج لي, آلاء فتحي
تحميل الكتاب

صيف ملعون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

صيف ملعون

جونج ميونج لي

ترجمة: آلاء فتحي

لغة للنشر والتوزيع

2024

378 صفحة

تبدأ رواية صيف ملعون بمشهد ناعم، مشبع بالحب والدفء، بين زوجين يبدوان وكأنهما وصلا إلى مرحلة من التفاهم والسكينة لا يعكرها شيء.

صباحٌ مشرق، وحوار بسيط، يشي بعلاقةٍ متينة بينهما…

لكن هذا الصفاء لا يدوم طويلًا.

ففى الصباح التالى، تختفي الزوجة بلا أثر، ويجد الزوج نفسه في مواجهة فراغٍ لا يحتمل.

تتجه شكوكه نحو تفسيرٍ منطقي بأنها رحلت بسبب ضغوطه الدائمة، أو لمللها من العلاقة التي فقدت بريقها.

لكن اكتشافه لمخطوطة رواية كانت زوجته قد بدأت في كتابتها يفتح أمامه بابًا قديمًا، بابًا حاول لسنوات أن يُبقيه مغلقًا، لأنه يخفي جرحًا لم يلتئم بعد.

من خلال صفحات تلك الرواية، تنقلب الحكاية رأسًا على عقب.

إذ نجد أنفسنا نعود إلى الماضي، إلى جر*يمة غامضة وقعت في طفولة الزوج، جري*مة اتُّهم فيها والده، وكانت سببًا في تدمير عائلتين كاملتين ،عائلة الجاني وعائلة الضحية معًا.

وهنا يبدأ الخط السردي في التفرع بين الماضي والحاضر، بين الذاكرة والواقع، لنكتشف كيف يمكن لحادثة واحدة أن تمتد جذورها في النفس إلى الحد الذي يعيد تشكيل الإنسان بأكمله.

يتناول الكاتب فكرة الفقد من زوايا متعددة فقد الأحبة، فقد الأمان، فقد الثقة، وحتى فقد الذات.

فكل فقد يترك في النفس شرخًا، وكل شرخ يتحول مع الوقت إلى ثقب أسود يبتلع ما تبقّى من إنسانيتنا.

الرواية لا تقدم الفقد كحدثٍ عابر، بل كحالة دائمة تترك أثرها على الإدراك نفسه، وتجعل الشخص يرى العالم بعيونٍ مختلفة، مشوهة أحيانًا، قاسية فى حميع الاحيان أخرى.

أما الجانب النفسي في العمل فهو من أكثر ما يميزه.

كيف يمكن لطفلٍ أن يكبر وهو يحمل داخله جرحًا لم يُلتئم؟

كيف تتحول الصدمة إلى محركٍ لكل قراراته، وإلى دافعٍ للانت*قام من عالمٍ لم يمنحه تفسيرًا ملائماً لكل ما مر به؟

يرسم الكاتب هذه التحولات بعناية، فيُري القارئ كيف يتشكل "الوحش" داخل الإنسان، لا من الشر الفطري، بل من الألم الذي لم يجد من يحتويه.

نهاية الرواية تأتي محمّلة بالمفاجآت.

فكلما ظننت أنك أمسكت بخيط الحقيقة، يفاجئك الكاتب بتفصيلة صغيرة تقلب كل ما اعتقدته.

تشك في شخصٍ أول، ثم تنتقل شكوكك إلى آخر، لتدرك في النهاية أنك كنت تنساق خلف ظلالٍ رسمها المؤلف بدهاء.

حتى تصل إلى الخاتمة التي تهزك وكأنها تقول لك بعبارة اخيرة: "كلنا في هذه الدنيا جناة يا عزيزي."

أسلوب الكاتب هنا مكثف من حيث المشاعر، وغني بالتفاصيل النفسية والاجتماعية، وإن شابه بعض الإطالة في وصف المواقف أو استرجاع الذكريات الذي أصابته ببعض الفتور احيانا.

إلا أن هذا الإسهاب، رغم أنه قد يبطئ الإيقاع أحيانًا، يخدم البناء النفسي للشخصيات، ويجعل القارئ يعيش التجربة من الداخل.

في النهاية، صيف ملعون ليست مجرد رواية عن جري*مة أو عن حب ضائع، بل عن الإنسان حين يفقد بوصلته في مواجهة الماضي.

عمل عميق، إنساني، ومؤلم في آنٍ واحد، يثبت مرة أخرى أن الأدب الكوري لا يزال قادرًا على مفاجأتنا بقدرته على الغوص في أعماق النفس البشرية، وتعرية هشاشتها بأكثر الطرق صدقًا ووجعًا.

#ما_وراء_الغلاف_مع_Doaasaad

#صيفـملعون

#لغةـللنشرـوالتوزيع

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق