اسم الكاتب/أنا ذاكرة أبى
اسم الكاتبة/عبير إلهامي
دار النشر/ريشة للنشر والتوزيع
مقدمة
الأسرة هي نواة المجتمع ، أن صلحت صلح المجتمع كله ،و لصلاحه لابد من معالجة مشاكله و عدم الهرب من مواجهتها . يعانى المجتمع المصري الآن من التفكك الأسري و ما نتج عنه من مشكلات اجتماعية تظهر حاليا فى مدارسنا حيث ظهر نشأ لا يعرف للاحترام مجالا و لا يعرف قيمة الكبير و لا يحترم أحد ، نجد البنات تمزق بعضهن عند حدوث مشكلة بينهن و الاولاد يقتلوا بعضهم البعض ، فهذا التغير الشاذ للمجتمع لابد من علاجه بسرعة حتى لا ينهار المجتمع.
عن الرواية
أنا ذاكرة أبى ، بدأت الكاتبة بقصة حزينة "عجوز منتصف الليل. "
شابة رأت رجل عجوز يفترش الشارع و سرحت بخيالها و تساءلت هل هو من ترك بيته ناسيا بالالزهايمر ام لفظه بيته و أحبته ليجد الأرض أحن عليه منهم .
كانت البداية حزينة و مؤثرة ذكرتنى بمن أرى على صناديق القمامة من مسنين أجد فيهم الحزن و الحاجة التى اوصلتهم الى الصناديق دون رحمة من المجتمع بكبر سنهم و تلبية احتياجاتهم.
"رهان فى الصيدلية "
صدمت فى بداية القصة بما وصل له شبابنا و إلى أين سيصل بهم الحال بهذه الاخلاق و بعدها بدأ الرهان الذي أثبت أن الأب قد يكون مسئول و الأغلبية ذكور و فقط أما الأمهات فلهن الجنة لأنهم يتحملون هؤلاء الذكور مع أبنائهم.
"أقسم بالله ما ولادي"
هنا اتفق جدا مع الكاتبة و رضوى الشربينى فى النداء بتحليل dna و الا يحاكم بقذف و سب زوجته ، هذا القانون مطلوب ، كل يوم نصحى على زوج قتل زوجته شاكا فى سلوكها و هى بريئة من ذلك و يثبت براءتها بعد موتها و هو يأخذ يومين و يخرج مهو ليدافع عن شرفه و هو فى الحقيقة قاتل و يبحث عن حجة أعطاها له القانون ليقتل دون أن يؤخذ منه القصاص ، و آخرين يتهموا زوجاتهم دون تحقق فيرموا المحصنات و هو عند الله عظيم ،فاين القانون الذي يحمى من هذا الظلم الواقع على النساء فى وجود أشباه الرجال .
و أيضا تتحدث الكاتبة عن احتياج الأبناء لكلا الوالدين أن يكونوا مسئولين و ليست الام فقط .
تظهر الكاتبة فى هذه القصة الكثير من المشكلات التى يجب علاجها لينصلح حال المجتمع لأن نصفه تخلى عن مسئولياته يريد من الحياة الزوجية و الأبوية الجانب المرح فرح و يلقى بالهموم على كاهل المرأة .
"خديجة و نيلي "
تحكى لنا الكاتبة بطولة أب حيث لم يترك ابنته تواجه مصيرها وحدها فى حادثة تدل على الاب الحقيقي الذي يواجه الخطر و يدعم ابنته
❞ كانت غائبة في سحابة من الطمأنينة؛ كلما شعرت بأنفاس والدها بجوار أذنها تبعث فيها الأمان، وظِلّه يغطى جسدها فلا يظهر للقطار ثغرة قد ينفد منه إليها شيئًا؛ ❝
كانت قصة محمد والد خديجة بأبوته و حنيته عكس أبوة نيلى الذي خذلها و خذل أمها قبلها فرغم تشابه الاسماء و لكن هيهات بينهما .
❞ الإنسان لا يُفطم مرة واحدة ❝
حقيقة بعد انتهائى من قراءتها لم أعرف كيف اصف احساسي و لم استطع أن أحكم عليها فى زمن صعب ان تجد فيه البر المتبادل بين الآباء و الأبناء .
و هنا اعرف قصة شبيهة بها و لكنها مؤلمة :
صديقة اختى ،والدتها كانت مطلقة و البنت لا تعرف ابيها و تعرف جيدا أنه متزوج و له أبناء لا تعرفهم ابدا ، و هى عاشت فى رفض تام للزواج حتى لا تكرر مأساة امها و تقول لا اريد أن أنجب أحد ليعانى مثلى ، و عندما تعبت والدتها لازمتها و اهتمت بها فكانت تقول لها الأم نفسي تتزوجى حتى يكون لك ابنة مثلك ترعاكى عند الكبر و لكن البنت كانت تري أنها لا تريد ابنة تعيش مأساتها رغم كونها الان ناجحة من الجانب العملى و رغم وفاة الام و كبرت الابنة و تعيش بمفردها و لكنى لم اسالها يوما هل كان قرارك سليم ام تشعر بالندم لاختيارها دون تجربة بناء على خبرات عاشتها .
"ثورة الصغار"
جنينة الآباء ، طلب الصغار المشروع و الى طلبوا كتابة ❞ بابا وحشتني.. تعالى شوفني! ❝ لتعبر عن مدى احتياج الصغار إلى آبائهم . هؤلاء الآباء الذين تملصوا من مسئولياتهم سواء بالوجود على القهوة أو بالطلاق و نسيان أبناءهم و التخلى عنهم .
عجبتنى اوى الفكرة و ياريت تنفيذها بجد ، ايها الأب انت لست مجرد اسم ملحق باسم طفله انت كيانه و امانه فهو يحتاج اليك كما يحتاج إلى أمه .لماذا تطلقه مع أمه ،فالطلاق الام فقط ليس له أى ذنب .
"رفقي هو الذي فعلها "
لا اعلم هل ابكى تأثرا بزهرة ام أدعو لها .
احيانا تحمل المسؤولية تجاه الآباء و ثقتهم ببناتهم ، يكون ميزة كبيرة و فى نفس الوقت نقمة تجعلها تتحمل الكثير من المسئوليات حيث ابتكرت بطلتنا شخص وهمى يساعدها فى إنهاء ما يطلب منها و كان الله دائما معها لتنجز ما هو مطلوب على أكمل وجه ، فالله فى عون العبد مادام العبد في عون اخيه ، فما بالك بعون والديه و لكن هل من يقوم طول عمره بهذا يكن عونا لنفسه أيضا ام ينساها وسط مسؤولياته .
هكذا علمني أبي
نعم العنوان لنعم القصة ، احببت القصة لأنها لم تظهر الاب الملتزم كما يظهر فى الافلام و لكن أظهرت الجانب الطيب و الغير متزمت منهم فلكل فئة جانب حسن و جانب سئ .
أنا ذاكرة أبي
قصة جميلة جدا ، لبنت قررت أن تكون ذاكرة أباها حين يمسي بعدما مرض مرضا اصابه بالنسيان و قد كانت نعم الابنة التى صبرت عليه كما صبر هو عليها و هو يعلمها الكلام .
"عزومة رمضان"
هنا أبدعت الكاتبة فى وصف حال ابنة تقابل والدها فى عزومة فى الشهر الكريم .فهى قصة لها وجهان أحدهما الاحتياج الشديد لأب تناسي ابنته و وجه آخر لابنة طارت فرحا لمجرد أن أباها امسك يدها فى الطريق .
لا اعرف كيف أن يسمى اب اصلا من حرم حضنه و أبوته ، لماذا تزوج طالما أنه لن يستطيع أن يكون أبا .
"بابا جدو"
حكاية مشرفة لأب لم يتخلى عن بناته و ابنائهن و محاولة الوصول بهم جميعا إلى بر الأمان فكما كان ابا مميزا كان جدا مميزا جدا جدا :
❞ الحمد لله اللي طلعلي جناحات تقدر تشيل أحفادي في عز ما كنت فاكر إني مبقاش عندي القدرة أشيل نفسي. ❝
"النخاس لا ييأس أبدا"
هل تظن أن النخاسة انتهت ؟ للاسف تغير شكلها فكانت قديما بشكل واضح و صريح أما الآن فيستغل أصحاب النفوذ و الأموال احتياج الآخرين .و لكن هل يفيق المصري و ينتبه إلى ما يحدث حوله و يبحث عن كرامته أكثر من بحثه عن لقمة العيش .
كان نفسي أعرفك
إنها قصة حقيقية لاعلامى شهير عاش حياته تحت عباءة أمه التى كان لها الأثر الحسن فى حياته فكانت نعم السند و لكنه لم ينس يوما خذلانه من أبيه فكان يحكى دائما إنه رغم كونه غنيا إلا أنه نسي ابنه تماما و كانت أمه هى من تتولى أمره و تحاول الخروج به إلى بر الأمان و نجحت فعلا فى ذلك و لكن عندما تكون الغصة من الوالدين لا تنسي ابدا مهما كبر المرء .
أعجبنى كثيرا طريقة عرض الحوار الخيالى بين الاعلامى و بين أبيه بطريقة الاغانى لمغنيتهم المحبوبة ام كلثوم ، دليل على حبه و حنينه لابيه التى تظهر جليا في حديثه .
تعاطفت معه كثيرا و مع احتياجه لتفسير منطقى الذي يجعل اب يكون فى نفس البلد و لا يسعى لرؤية ابنه و احتياجاته ، كيف له الحياه فى بزخ و ابنه يتكفف العيش .و لكن استاذ محمود سعد لم يستسلم و نحت اسمه وسط العمالقة و عوض ابناؤه ما حرم منه ففاقد الشئ يعطيه بشدة.
"رسائل ربما تصل"
الرسالة الأولى
من ابن البطل احمد منسي ، رغم اعتزازه و فخره بعمل باباه بس بيشتاق لكل لحظة معاه كان نفسه يبقى عايش ياخده فى حضنه و يرعاه ، هو فعلا عايز يكمل المسيرة و يكمل التضحية فدا وطنه بس غصة اليتم موجودة بلا نكران فهو بطل ابن بطل . بس على الاقل فخور بابيه يعيش على ذكراه العطرة وسط المجتمع .
الرسالة الثانية
ابن علاء عبد الفتاح ، رغم أن والده على قيد الحياة إلا أنه محروم منه كيف لطفل أن يقابل والده من وراء القضبان ، حيث ذكريات صادمة لطفل لأن والده فى مكان لا يستحق أن يكون فيه .هل كان ينادى على أبيه ليحتضنه ام ينادى على وطنه الذي غادره ؟ هل يشعر بالحنين للوطن الذي سجن ابيه ام ريحة الشوارع و الدفء الى مش موجود الا وسط الأهل و الاحباب
يارب متحرمش حد من عائلته و من حنية الأهل و دفء الوطن.
الرسالة الأخيرة
كانت من نصيب ابن لاب لم يفكر فى عواقب عمله ، فهناك من يترك ابناؤه دون خير يقدمه له فهو على الأقل لا يعيش فى خزي فقد يتمنوا لقاؤه لانهم بحاجة ماسة لحضنه أما من تخلى عنهم ليدير منظمة ضد وطنه كيف يعيش ابناؤه و كيف يستطيعوا مواجهة الحياة .الم يفكر فيهم و لو لحظة ؟ الم يفكر فى معاناتهم ؟
الخاتمة
الأبوة ليست مكافأة زواج و لكنها مسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها الرجل طالما قرر أن يصبح أبا و قبل أن يكون أبا بارا بابنائه لابد أن يوفي حقوق زوجته عليه حتى تعيش الأسرة فى أمان و استقرار يستحقه الأبناء . فإذا أردنا مجتمع ناجح و سعيد لابد أن تكون الأسرة سعيدة لأنها نواة المجتمع و لكى تكون الأسرة ناجحة لابد من تعليم الذكر و الأنثى المسؤلية كل تجاه الآخر فالحياة بينهما تكامل و ليست تصارع . المجموعة القصصية قد تأخذك احيانا إلى نموذج الاب المثالى و قد تظهر العكس تماما أدق ناقوس الخطر فى المجتمع .
#يلا_سينما
#عبير_إلهامي
#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب
دار ريشة للنشر والتوزيع Risha Publishers

