في رواية الجريمة الكاملة، يغامر الدكتور أغر الجمال بلعبته الأخطر ، بدأت الحكاية باعترافٍ من قتيلة التي اتحدى المحقق الذي سيتولى القضيه أنها هي المجنى عليها . فكرة جريئة تُوقظ الفضول منذ السطر الأول، وتفتح بابا على عوالم من الشك والدهاء.
ينجح الكاتب في بناء جو بوليسي متقن، تتعدد فيه الأصوات والظنون، وتتشابك الشخصيات حتى لا تملك إلا أن تشك بالجميع. اللغة سهلة، ناعمة، تقربك من الحدث دون أن تثقل عليك، والحبكة عرف كيف يحافظ على نبض التشويق حتى الصفحة الأخيرة.
لكن النهاية، رغم جرأتها، بدت وكأنها تخلت عن منطق اللعبة. المفاجأة تحولت إلى قفزة خارج النص، لا امتدادا له. ومع ذلك، تظل الرواية تجربة مثيرة تثبت قدرة الكاتب على الإمساك بالقارئ حتى وهو يفلت منه في اللحظة الأخيرة.
إنها جريمة أدبية كاملة في فكرتها، لكنها ناقصة في عدالتها السردية.

