جريمة الأخ الصغير
الكاتب: ألبير جانيجوز
ترجمة: نورهان فتحي أبو شنب
دار العربي
التقييم: 4.5/5
في أحد جوانب إسطنبول غير المرئية للكثيرين، يتجوّل الطفل ألبير كامو ذو السنوات الخمس، طفل لا ينمو أبدًا، باحثًا عن قاتل طفل قعيد. ورغم اعتراف أخيه الأصغر "أوميت" بالجريمة، يصرّ ألبير على البحث عمّا وراء الاعتراف.
● الشخصيات
ألبير كامو:
طفل أسطوري، في الخامسة، لا يكبر، يمتلك ذكاءً حادًا يذكّر بشارلوك هولمز وهيركيول بوارو. وفي الوقت نفسه يحمل من اسمه نصيبًا لا يُنكر؛ نزعة التمرّد، العبث، وميلًا غريزيًا نحو الانتحار كاستجابة أولى للعبثية.
شخصية غرائبية تجمع الطفولة والنضج معًا، وقد برع الكاتب في رسمها ونسج تفاصيلها رغم تناقضها وخياليتها.
بقية الشخصيات واقعية، ذات دوافع مبررة، واعتمد الكاتب في تفسير بعض تصرفاتهم على متلازمات طبية حقيقية.
● السرد
يتولى ألبير كامو نفسه رواية الأحداث، مما أضفى على السرد روح الكوميديا السوداء، وسخرية لاذعة من المجتمع التركي، ومن مفاهيم الحب والعائلة والحياة نفسها. يمتلك الكاتب حسًا فكاهيًا ذكيًا، ووعيًا حادًا في معالجة المواضيع والسخرية منها.
● نقاط القوة
○ الترجمة جاءت سلسة وغير متكلّفة، حافظت على روح الفكاهة والفلسفة في الحوارات.
○ أسلوب الكاتب في السرد ووصف الشخصيات يجعلك تنتبه لتفاصيل تبدو عابرة قبل أن تكتشف ضرورتها لاحقًا.
○ تماسك الحبكة رغم غرابة الطرح، وخاصة فكرة طفل محقق في الخامسة.
○ النهاية جاءت مزيجًا بين الحماس والتأثير العاطفي، مع رسالة قوية عن العائلة والتضحية.
● العيوب
○ واجهتُ صعوبة في البداية في تقبّل الفكرة ونسيج الشخصيات، وكنت أتمنى مزيدًا من الخلفية عن حياة البطل. لاحقًا اكتشفت أن الرواية هي الجزء الثاني من ثلاثية "ألبير كامو"، مما جعلني أتساءل لماذا اختارت دار العربي البدء بهذا الجزء دون سواه.
● الخلاصة
رواية شيّقة بطابع خاص، تجمع بين الخيال المفرط والواقعية الحادّة في إطار جريمة بوليسية، تُقدّم العائلة والحب والذنب والفلسفة من منظور طفل أسطوري.
أتمنى صدور وترجمة بقية أجزاء السلسلة.

