تغوص الرواية في الأعماق النفسية لشخصية "رحيم لاشين"، الذي يتحول إلى لغز يثير الذعر يُعرف باسم "حاوي". تصنف الرواية ضمن أدب التشويق والغموض النفسي، وتطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة الشر والتحول الإنساني ، تحاول الرواية استكشاف الجذور التي دفعت شخصية "رحيم" للانحدار إلى الظلام، مؤكدة على أن "كل شر له جذور، وكل ظلام كان نورًا يومًا ما". تسلط الضوء على كيف يمكن للتربية المشوهة والضغوط النفسية أن تخلق قاتلًا ذا دوافع مُركبة.، يعالج "حاوي" فكرة القاتل الذي يرى نفسه بطلًا أو منفذًا لعدالة غائبة، حيث يرى في أفعاله "تخليص العالم من رجسهم" (حسب نبذة الرواية). هذا يفتح نقاشًا فلسفيًا حول مشروعية اتخاذ دور القاضي الجلاد. تنجح الرواية في تقديم شخصية رمادية ومعقدة لدرجة تجعل القارئ يتعاطف معها أحيانًا، رغم سوداوية أفعالها. هذا التناقض هو قلب القوة النفسية في العمل. تتميز الرواية بحبكة بوليسية ونفسية ذكية ومشدودة، قادرة على جذب القارئ من الصفحة الأولى. تتوالى الأحداث بتسلسل متوازن دون إطالة مملة. يُعد رسم شخصية "حاوي" بنجاطفة وقوته الكارزمية وتناقضاته النفسية من أقوى نقاط الرواية. هذا العمق يتيح للقارئ فهم الدوافع والتفاعل مع الشخصية، سواء بالتعاطف أو النفور. بما أنها رواية جريمة وتشويق نفسي، قد تحتوي على جرعة دموية أو مشاهد عنيفة لا تناسب كل الأذواق، خاصة من يفضل الرعب النفسي الخالص. على الرغم من أن السرد بالفصحى، إلا أن كثرة الحوارات بالعامية المصرية قد لزعجتني لأني افضل الفصحى الكاملة في العمل الروائي. الرواية قصيرة نسبيًا (حوالي 200 صفحة)، وأرى أن القضايا النفسية والفلسفية العميقة التي طرحتها كانت تستدعي مساحة أكبر من التفصيل والسرد لتنمية بعض الجوانب الفرعية.

