الأقدام السوداء > مراجعات رواية الأقدام السوداء > مراجعة Doaa Saad

الأقدام السوداء - محمد فايز حجازي
تحميل الكتاب

الأقدام السوداء

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الأقدام السوداء

محمد فايز حجازى

ديير للنشر والتوزيع

346 صفحة

2025

" إن الإنسان في خضم الحياة ومصاعبها الكبيرة وتحدياتها المؤلمة، لا يستطيع المواصلة وحيدًا مهما أوتي من قوة، حتى الأنبياء كان لهم أصحاب أو حواريون أو إخوة أعانوهم بعد الله على مهامهم ".

إن العمل مزيج بين التاريخ والسياسة والعلم والرومانسية، لكن تحت هذا التنوع الظاهري هناك خيط إنساني عميق يشدك من الصفحة الأولى حتى الأخيرة، خيط عن الإنسان حين يقف في مواجهة أطماعه، ماضيه، وقدره.

الرواية تبدأ من قلب القرن التا

سع عشر، من لحظة اكتشاف البترول الأولى، لكنها لا تظل هناك. فالكاتب يفتح بوابة بين الأزمنة، لينتقل بنا من أمريكا إلى مصر فالجزائر، بين ماضي الاستعمار وحاضر لا يزال يعيد إنتاج الوجع ذاته بأشكال مختلفة.

في الخلفية التاريخية الصلبة، يزرع الكاتب حكاية معاصرة لبطله حسن عبد الكريم، المهندس المصري الذي يجد نفسه عالقًا بين انهيار مهنته وبداية رحلة جديدة لم يكن مخططًا لها، رحلة تكشف له عن وجوه البشر، عن الطيبة حين تلبس قناع المكر، وعن الحب حين يأتي كضوء ناعم وسط العتمة.

لغة الكاتب فصحى بسيطة، تخلو من التعقيد لكنها لا تخلو من الجمال.

فيها نغمة تشبه حديثًا صادقًا لا يريد أن يبهر القارئ بقدر ما يريد أن يوصله إلى جوهر الفكرة.

السرد متوازن، يمرّ بين التفاصيل التقنية الدقيقة لعالم مهندسي البترول وبين المشاعر الإنسانية التي تحكم هذا العالم من خلف الستار.

من يظن أن الحديث عن الحفارات وآبار النفط سيكون جافًا، سيُفاجأ بأن الكاتب يحوله إلى مساحة رمزية عن الطموح، عن تلك الرغبة القديمة في استخراج "الزيت" الكامن داخل الإنسان نفسه، لا في الأرض فقط.

أما الجانب الرومانسي فكان أكثر ما يضفي على النص حياةً ودفئًا. علاقة حسن وداليا لم تكن مجرد قصة حب، بل كانت تجسيدًا لمعنى أعمق ارتباط بين وطنين، بين حضارتين، بين تاريخين يحملان الجراح ذاتها.

هناك حب يتجاوز المنطق، حب يشبه الإيمان، يظهر فجأة كأنه تذكّر قديم لشيء لم يُنسَ يومًا.

من أجمل ما يميز الرواية هو قدرتها على الموازنة بين المتعة الفكرية والعاطفية.

فبينما تقدم حقائق علمية وتاريخية دقيقة، تظل في جوهرها رواية عن الإنسان.

عن المستعمر الذي لم يرحل فعلاً، بل بدّل شكله فقط.

عن "الأقدام السوداء" التي قد تكون في الخارج أو داخلنا نحن، حين نستسلم للطمع، أو نبرر الخيانة باسم المصلحة.

وعن دول حتى الان تعانى....

الغلاف والعنوان يعكسان هذا الصراع بذكاء، والعين المرسومة تراقب كل شيء، وكأنها تذكير بأن هناك دومًا من يطمع فيما نملك.

في النهاية، الأقدام السوداء رواية تترك أثرًا طويلًا بعد القراءة.

فيها فكر، ووجدان، وحنين لزمن أنقى، ورسالة خفية تقول إن مقاومة الشر لا تكون بالس*لاح فقط، بل بالإيمان، بالوعي، وبالقدرة على الحب رغم كل الخيبات.

حسّيت وأنا بقرأ العمل إن كل فصل بيكشفلي وجه جديد من وجوه الإنسان مرة قوي ومندفع، ومرة ضعيف ومحتار، لكنه دايمًا بيحاول يفهم نفسه والعالم اللي حواليه.

أكتر حاجة شدتني كانت الرمزية الجميلة لفكرة “الاستعمار الداخلي”، واللي الكاتب استخدمها بذكاء عشان يقول إن الحرب الحقيقية مش دايمًا ضد العدو الخارجي، لكنها جوا كل واحد فينا.

الرواية خلّتني أفكر كتير في معنى الحرية، في إننا مش دايمًا محتاجين نتحرر من قيد، قد ما نتحرر من خوفنا.

ودي في رأيي قوة الرواية الحقيقية إنها تسيب فيك أثر فكر وإحساس في نفس الوقت.

#ما_وراء_الغلاف_مع_DoaaSaad

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق