الباشا الرجل الوسيم حلم الفتيات الفارس الراكب للحصان الأبيض الذي يأتي وينقذ المرأة من اهوال حياتها وتهميشها واضطهادها ومعاناتها بمختلف الاشكال
لقد كان الباشا الرمز الذكري هو محور اهتمام تسع من النساء كل فصل امرأة مختلفة تحكي حكايتها مع الامتهان والقهر والفقر والاحلام التي لن تتحقق والاستغلال الذي تتعرض له حتى من أقرب الناس لها
تسع فتيات يلتففن مثل سيقان الورد حول عامود واحد وهو الباشا كلهن يتمنين ان يكن عروس له ولا أحد منهن تعرفه حق المعرفة هم فقد مخدوعين في ثراءه ومكانته ووسامته ولا أحد يعلم انه غول مستغل نرجسي لا يفكر الا في نفسه
كل واحدة ومأساتها، كل بنت وصوتها الخاص في الغناء تعزف به نورا ناجي لتوصل لنا اشكال وانماط مختلفة من المصاعب التي تواجه نون النسوة في المجتمع وان الحلم واحد لكل النساء على اختلاف أعمارهم ومآسيهم ومشكلاتهم وهي العريس
او هكذا رأيت الرواية نورا تحاول ان توصل للبنات ان العريس ليس الحل وحتى عروس الباشا نفسها لم تكن تريد حياتها معه ووضعها حظها العاثر في مثل هذه المكانة التي يحسدنها كل الفتيات عليها حتى نهاية الرواية بدت لي وكأن نورا ناجي تقول للبنات كفى، عشن لأنفسكن وليس انتظارا للعريس الذي سينقذكن بشكل سحري من كل ما مر بكن
شعرت ان الرواية تسلط الضوء على علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع فهي علاقة من طرف واحد وهي المرأة اما الرجل فكل ما يبحث عنه هو مصلحته ليس الا وسلطت نورا ناجي الضوء على كل ما تمر به النساء في مختلف الحكايات بالمهانة والذل والفقر والقرف ليستمررن في حياة طبيعية مجرد حياة طبيعية
الرواية فيها طبقات كثيرة بعضها فوق بعض كلما نزعنا طبقة وجدنا ما هو أعمق منها الحقيقة لم استمتع برواية بهذا القدر منذ فترة طويلة
احسنت نورا ناجي
انتظر مشاهدة الرواية في العمل السنيمائي بفارغ الصبر ستكون تجربة غنية

