بنات الرماد
رواية للكاتبة "عفاف سعيد" - وهي رواية بوليسية نفسية باقتدار - والقضية في الرواية اجتماعية تمس موضوع حساس ولكن الكاتبة استطاعت التعامل معه بصورة جميلة وباقتدار!
تحكي الرواية عن خمس فتيات اغتُصبت طفولتهن على يد مدرس منحرف، في مجتمع يفضّل الصمت على مواجهة القبح. بعد سنوات، يُعثر على ذلك المدرس مقتولًا، لتبدأ الحكاية في تفكيك الماضي من جديد، بين الخوف والعار والرغبة في العدالة.
الرواية تطرح أسئلة قاسية:
من الضحية ومن الجاني؟
هل يُشفى الألم بالصمت أم بالاعتراف؟
وهل العدالة المجتمعية ممكنة حين يكون العار أثقل من الجريمة؟
بلغة جريئة ومباشرة، تقتحم الكاتبة المسكوت عنه دون تجميل، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على إنسانية الشخصيات، فلا يتحول النص إلى مشهد صادم، بل إلى صرخة ضد التواطؤ المجتمعي الذي يحوّل المأساة إلى سرّ.
الكثير من الفلسفة والمناقشات بين الشخصيات وقد تميزت الكاتبة بقدرتها على تحليل الجانب النفسي للضحايا، وتتبّع آثار الجريمة على حياتهن وعلاقاتهن وصورتهن عن أنفسهن. الشخصيات مرسومة بعمق، والأحداث تتطور في خط بوليسي متصاعد حين تبدأ خيوط الجريمة بالانكشاف.
في النهاية، بنات الرماد رواية عن النجاة — كيف يمكن لروحٍ احترقت أن تنهض من رمادها!
عيب الرواية أنني شعرت بالكثير من الإطالة والملل وقد كان في مقدورها اختصار جزء كبير من الرواية ! كما أن أسلوب المحقق كان عجيباً وضعيفاً وغير طبيعي على الإطلاق ويفتقر إلى قوة الشكيمة! فقد طغت الفلسفة والمناقشات على الأحداث !
اقتباسات
"ليسَ من الضروري أن يحمل الفقر روائح الخسّة والنذالة والخوض في عرض الرجال."
"البشرُ ثرثارة، يتحدّثون عن كلّ شيء، ومع أيّ أحد، ويزيدون عليه إلّا أمام مَن يطلقون عليهم الحكومة، فتبقى الكلماتُ أسيرةَ أفواههم"
"لم يسجّل التاريخ إمكانيةَ إفلاتِ ظالم من ميزان العدالة إلّا عندما تثقل كفة مَن يساندونه فتخفّ كفتُه فيرتفع ويضع قدم الهروب خارج ميزانه"
#فريديات

