"فالشاعر يبني بالكلمات بيوتًا للقراء،
أولئك المرائين الذين يرحلون ولا يدفعون الحساب
وأحيانًا يضعون فوهات البنادق في أفواههم
لمجرد أنهم
يحتاجون ما تحمله بداخلها القصيدة.
أما أولئك الذين يفتشون ويشقون،
فيجعل لهم الشاعر في قصائده ملاذًا
للحزانى، للعشاق، للعاهرات، للمجانين،
لرجال الشرطة المتقاعدين…
وما إن ينتهى الشاعر من بناء بيته،
حتى لا يعود البيت بيته،
فيرحل ليبني بيوتًا أخرى في مكان آخر."
- عشرون بطاقة بريدية للشاعر فرانك بايث 🇩🇴
تقرأ مقاطع من أعمال شاعر جمهورية الدومينكان الشاب، فتشعر أن باستطاعتك أن تكتب الشعر، ثم تدرك أنك واهم إذا ما حاولت أن تقلّده. صادفت هذه المجموعة القصيرة التي ترجمها مارك جمال، فأتيت عليها في رحلة باص واحدة.
لن أكتب مراجعة، ولكن أترككم مع مقطع آخر يعبر عن الحالة الشعرية التي تجعل من القصيدة فعلًا وجدانيًا بالغ الأثر:
"إن قُلتُ 'أنتِ'، فأنا أقصدُك أنتِ
أما حين أكتب 'أنتِ'
فلا أعودُ أقصدُك أنتِ
بل أقصدُ بالأحرى 'أنتِ' أفلاطونية
أوثق صلة بي
منها بكِ أنتِ."

