من داخل السجن تدور احداث تتخطى جميع الأسوار والحدود، قصص من جميع ربوع مصر ومختلف طبقاتها الاجتماعية والفكرية التي تجتمع قهرا في زنازين السجن الذي يدخله 'شرف' بطل الرواية بعد معركة دفاع عن شرفه تنتهي بموت سائح أجنبي.
يتلقى شرف الصدمة الأولى بدخوله عالم غريب عليه تماما، وهو الشخص السطحي الذي يرى أول ما يرى من الانسان ماركات ملابسه وموضتها، فيجد نفسه فجأه وقد اختصر عالمه الى مجموعة من المساجين تتشابه مظاهرهم بلباس السجن، ولكن الوقت يعلمه التفريق بينهم على أساس قصة كل واحد منهم.
عالم السجن الذي قدمه الكاتب ينقسم الى مساجين الميري ومنهم شرف، هم عامة المجتمع والسواد الأعظم من المساجين، جاءوا في جرائم مألوفة من سرقة وقتل. أما الشق الآخر، الملكي، فيضم نخبة المجرمين من حيتان ومسئولين ورجال أعمال، الذين جاؤوا الى السجن بجرائمهم، ومعهم مكانتهم الاجتماعية وسبل الراحة.
كان دور النخبة في الرواية مدخلا، او بالأصح مخرجا، لتأخذنا الأحداث الى آفاق أكبر، الى عالم الكبار، عالم تتحول قيادته من الدول الاستعمارية الى الشركات العابرة للقارات، شركات تكبر وتتشعب دوائر أعمالها متوزعة بين دول العالم، بمكاسب تفوق الدخل القومي لبعض الدول، بل ونفوذ وتحكم يفوق النظم الاستعمارية، التي كان فيها العدو واضح ومعروف للجميع.
محمد متولي