"البكاؤون" للكاتب البحريني عقيل الموسوي قرأتها بشعورٍ متناقض بين "أحببت" و"لم أحبّ".
كأنها رواية كُتبت بأكثر من قلم، وأكثر من روح. فيها مقاطع تلمع بجمالٍ لغويّ آسِر وصياغات مدهشة، كأن يصور بيوت القرى كسمك في علبة سردين متراصة.. وأخرى تسقط في برودة السرد المدرسيّ. لكنّها، رغم ذلك، عمل يستفزّ القارئ ويدفعه للتفكير أكثر مما يكتفي بالإعجاب.
أحببتُ صوت صادق في السرد أكثر، إذ بدا صادقًا فعلًا، إنسانيًا، هشًّا، وعميقًا، على عكس مقاطع الراوي العليم التي بدت أحيانًا محمّلة بتعبيرات توحي بإسقاطات شخصية رغم محاولات الكاتب الواضحة للحياد. ومع ذلك، تبقى الرواية جريئة في طرحها لما يدور في دهاليز المجتمع الشيعي البحريني، في تفكيكها للانتماء والطقوس والعلاقات من الداخل، دون خوف أو مداراة.
رواية تستحق القراءة، لما فيها من جرأة فكرية، وتنوّع أسلوبي، وملامح إنسانية صادقة.
فيها لغة تتوهّج أحيانًا وتخفت أحيانًا أخرى، لكنّها لا تنطفئ تمامًا، لأن خلفها كاتبًا يكتب بقلقٍ حقيقيّ، وبنيةٍ على مكاشفة الذات والمجتمع معًا.
#البكاؤون #عقيل_الموسوي #جليلة_السيد #القراء_البحرينيون
#روايات_بحرينية #قراءات_في_الروايات