☆ حول كتاب "نحكي موسيقى، قصص من وحي الألحان". للكاتب "محمود حافظ".
ما أجمل أن يتسامى الكاتب بمَلَكَتِه فيدع أسباب الإلهام التي اعتدنا سماعها من الأدباء ويستوحي قصصه هذه المرّة من نغمات الموسيقى!!. هذا ما فعله القاص "محمود حافظ"، لقد صاغ لنا سرداً ضاهى في عذوبته رنين الأوتار، وارتشف من ينابيع النغمات متون حكاياته؛ فجاءت قصصه صدىً متجسّداً للمقطوعات الموسيقية التي اختارها.
أحببت البناء الذي أقامه الكاتب في مجموعته القصصية؛ فهو أولاً يضع لنا (QR code) يستطيع القارئ مسحه بجواله فيفتح مقطع المعزوفة على منصّة "يوتيوب"، وهكذا يبدأ القارئ قراءة القصة وهو يستمع إلى الموسيقى التي كانت سبباً ووحياً للكاتب عند تدوينها.
☆ في هذه المجموعة نقرأ تسع قصص ترافقها تسع معزوفات هم بالترتيب:
- قصة "هيكيا"، مستوحاة من "بحيرة البجع" للروسي الكبير "تشايكوفسكي".
- قصة "نزيف داخلي"، مستوحاة من سوناتا "ضوء القمر" ل"بيتهوفن".
- قصة "يوم مات الموت"، مستوحاة من معزوفة "رقصة الموت" للفرنسي "كامي سانت سانز".
- قصة "فتاة نهار"، مستوحاة من معزوفة "موسيقى ليلية قصيرة" ل"موزارت".
- قصة "فراشة بجناحين أسودين"، مستوحاة من معزوفة "كارمينا بورانا" ل"كارل أورف".
- قصة "دمعة مقلوبة"، مستوحاة من "الدانوب الأزرق" رائعة "يوهان شتراوس".
- قصة "شحم أبيض"، مستوحاة من معزوفة "بيتهوفن" الرائعة التي خلّدها التاريخ "فور إليز".
- قصة "فوق الركبة"، مستوحاة من رقصة التانغو الشهيرة "لاكومبارسيتا" ل"جيراردو رودريغز".
- قصة "السيدة"، مستوحاة من السيمفونية الخامسة ل"بيتهوفن".
على الصعيد الشخصي، كثيرٌ من هذه المعزوفات كانت توحي لي أشياء تغاير ما أوحت به للكاتب، وهذا شيءٌ بديعٌ يتأتّى من جماليات النغمات التي تتفتّح في أرواحنا شيفراتٍ من المعاني والرؤى، وكأنّ كل نغمةٍ تُسرّ لكل فردٍ منّا بعالمٍ خاصٍّ مغاير ينأى عن الشعور الجمعي ويستحيل تجربةً باطنيةً فريدة لايشاركنا فيها أحد.
لست بصدد الحديث عن قصص المجموعة، أترك هذه المهمّة لكل قارئ، وأكتفي بالإشادة بهذه الفكرة الجديدة (لم تمرّ بي فكرة مشابهة قبلها) حيث يتوحّد لسان القلم بلغة الوتر. هنا يتخطّى السّارد حدود السّمع والفكر ليبلغ غور البصيرة محوّلاً صدى النغمات إلى شخصيّاتٍ تنبض وتحكي وترقص، أو تعاني فتموت!.
● نحكي موسيقى، قصص من وحي الألحان.
● محمود حافظ.
● دار اكتب للنشر والتوزيع.
● الطبعة الأولى 2021, 212 صفحة.