قرأت كتاب قصتي الحقيقية، ويتناول حكاية طفل كان كل ما يفعله يتمحور حول رغبته في لفت انتباه أبيه، وكأن وجوده كله كان سؤالًا معلّقًا: هل يمكن أن يحبني أبي؟
الكاتب نجح في إيصال شعور الطفل المهمل من أحد والديه، وأوضح كيف أن أثر هذا الإهمال لا يتوقف عند الطفولة، بل يمتد ليشكّل شخصية الإنسان وطريقة تعامله مع الحب.
علاقته بـ إيريني كانت تمثل ذلك الطفل المتعطش للحب، الباحث عن دفءٍ لم يجده يومًا.
ذكّرني هذا بكلام الدكتور عماد رشاد حين قال: الطفل الذي لم يُشبَع بالحب ولم يتلقَّه بشكلٍ صحي، يظلّ يبحث عن علاقةٍ غير متزنة ليُثبت لنفسه أنه يستحق المحبة، وأنه كان محبوبًا من والديه منذ البداية.
كتاب مؤلم وصادق، يعيدنا إلى تلك الجروح القديمة التي نظن أننا تجاوزناها، لكنها ما زالت تختبئ خلف تصرفاتنا ومشاعرنا حتى اليوم.

