هذا العمل غايةٌ في الرِّقَّة، حتى في أشدِّ أجزائه قَتامةً وعدائيَّة.
اضطررتُ إلى سماعه بدلًا من قراءته لضيق الوقت وانشغالي بأعمال البيت والعيال، لكن منذ اللحظة التي انساب فيها الصوت إلى مطبخي، شعرتُ أن كلَّ شيءٍ فيه أصبح حيًّا: الأجهزة، والأواني، والدواليب.
الأكل صار ألذَّ، والتوابل والمنكِّهات صارت أنفذَ رائحةً، وألوانُ الخضراوات الطازجة والفواكه صارت أكثرَ سحرًا وتناغمًا.
وأظنُّ أن شهادتي لهذا العمل — الذي أراه أقربَ إلى أدب الرسائل — ستكون مجروحةً، لأنني مفتونةٌ بهذا النوع من الأعمال التي تفيض بالنَّفَس الأنثوي الدافئ.
لكن، للحق، أدهشتني رهافةُ الحس، وقوَّةُ التعبير، وانسيابُ اللغة، غير أن أكثر ما أدهشني هو الخيالُ الخِصب الذي خلق عوالمَ متتاليةً بهذا الجمال.