اسم العمل: رنين هاتف لا يسمعه أبي

القاصة: سلوان البري

عدد الصفحات: ٧٥

التصنيف: قصص

دار النشر: المحرر

سنة النشر: ٢٠٢٤

ماذا لو خَطَّت القاصية بيدها ما يدور في ذهنها ويشغل بالها، بالإضافة إلى ما تراه يومياً من أحداث ومواقف ؟ إلام سيؤول إفراغ ما بداخل القلم الذي تحشرجت بداخله مشاعر، ومواقف، وكلمات، وصدمات ؟ حتماً ستكون الإجابة معاناة متأطرة في إطار نصي، لكن الأمر أعقد وأشد وأكثر قسوة من كتابة كلمات على أوراق، ومازال.

قصص«رنين هاتف لا يسمعه أبي» من قلب الواقع، فالقاصية لم تطلق العنان لخيالها إلا في تسمية أبطال القصص فقط، أما الموضوعات المعروضة فهي حقيقية وواقعية، ليست خيالية أبداً، فالنساء يتعرضن للخذلان، والفقد، والوحدة، والصغيرات يهجرهن أباؤهن، والمتزوجات يطلقن والزوج يصطحب معه الابنة في بعض الأحيان عنوة، والكثير من مظاهر القبح كما ذكرت الكاتبة في إهداءها للعمل، كأن «رنين هاتف لا يسمعه أبي» منبراً لإيصال صوت طائفة النساء المقهورات في العالم.

قصص«رنين هاتف لا يسمعه أبي» مكتوبة بسلاسة، ومعروضة ببساطة بعيدة عن التعقيد الذي يمكن أن ينفر القارئ، فطريقة طرح وسرد كل القصص جاءت إنسيابية، محاكة بيد صائغة تتقن كتابة القصة، وتعرف مغذاها فنجحت في إيصال فكرتها، وتمريرها للقارئ، لأنها غَلَّبَت خيوط الفكرة وإيضاح معاناة المرأة في المجتمع على تعقيد السرد.

تسعة قصص كل قصة تحمل بين طياتها معنى، صرخة مكتومة لسيدة وأنين صامت، لم يجدن سوى القلم والورقة لإخراج المكنون في صدورهن، وهذا ما قد تم، فمن يقرأ يسمع، ومن يسمع يعِ، ومن يعِ يرى، ومن يرى كمد المرأة يشعر بها.

- إقتباسـات:

▪️لكل إنسان في هذه الدنيا حقيقته الباردة التي سيأتي عليه نهار ويميط اللثام عنها، لا يهم متى سيحدث هـذا ولا كيـف سيحدث، إلا أن الشيء الوحيد المؤكد هو حتمية وقوع الأمر.

▪️كل ما علمته في تلك الليلة هو أن الحياة قاسية! فبإمكان الأصدقاء أن يستحيلوا غرباء؛ وبإمكان الغرباء أن يصيروا عالمنا بأسره في برهة من الزمن.

▪️وكأن السعادة والشقاء في حياتها ولدا كفـرسي رهان لا يكاد يسبق أحدهما الآخر حتى يُغالبه فيغلبه.

▪️ولا يبقـى للإنسـان سـوى ثمـار عملـه، فرغـم كل شئ لا يوجـد ما يدفع أحدنا للإستمرار في هذه الحياة سوى العمل وحده.

▪️في الحياة مآس ربما تستعصي على خيال الكاتب أن يأتــي بمثلها، ولعله إن فعل لا تتهمه الناس ساعتها بالمبالغة، لذلك مـا عدت أستغرب أي شئ في دنيانا.

التقييم: ٥/٥

برشحها بضمان شخصي.