🔷️️اسم الرواية: بعض الفرح قد يكفي
🔷️️اسم الكاتبة: ريم عبد الباقي
🔷️️نوع الرواية: رومانسي - سياسي - اجتماعي
🔷️️صادرة عن: دار غراب للنشر والتوزيع
🔷️️عدد الصفحات: ٤٢٢ صفحة على أبجد
🔷️️سنة الإصدار: ٢٠٢٣
-كيف من المحتمل أن تعيش حياتك هاربًا من واقعك المؤلم؟ تعمل وتُنتج وتتعايش مع من حولك، وداخلك حزن يكفي العالم كله! هل تكون هذه حياة أم موتًا بطيئًا يقتلك يومًا بعد يوم؟!
-نحن هنا مع رواية أخذتني بيدي من الرومانسية والحب إلى الدمار والحروب والغدر، استطاعت أن تنقلني من عالم الأحلام والورود ورسائل الحب إلى قسوة البشر والتنظيمات الإرهابية ومبررات الحروب، لتتركني مشتّتة أشعر بمزيج من الحب والسعادة والقهر والظلم!
-تدور أحداث الرواية حول البطلة غالية، تلك الطبيبة السعودية المتخصّصة في النساء والتوليد، طبيبة حنون ذات قلب كبير، تهتم بكل صغيرة وكبيرة في بيتها وفي العالم، شديدة الحساسية والتأثّر نتيجة لما مرّت به من مآسٍ منذ صغرها. أغلقت على قلبها وتجنّبت الحب والزواج حتى وضع القدر عمر في طريقها، فهل سيغيّر نظرتها للأمور؟
انتقلت معها من بوكو حرام إلى داعش بتحليلات نافذة لقضايا هامة حدثت وما زالت تتكرر. فتارة أجدني في ذكرياتها الماضية وهي صغيرة، وتارة أجدني في حوادث إرهابية هزّت كيان الأمة والعالم.
-هي رواية تستنزفك أثناء قراءتها، وترفع سقف الجرأة بسرد الأحداث كأنك تراها، تُعرّيك وتفضح التناقضات الداخلية والخارجية، مثل استغلال الدين وتسويغ ممارسات الجهاد، وكيف تعيش الأسر التي هرب أبناؤها بحثًا عن "جهادٍ مزعوم" في داعش وغيرها. تتركك مع ضحايا وشخصيات كثيرة، لترسم لك في النهاية لوحة عن الوجه البشري المعقّد للتطرف والعنف.
🔷️ ما أحببته في الرواية:
-معالجتها لكثير من القضايا الهامة مثل التطرف، والأسرة وما يؤثر في أفرادها من انفصال وبُعد، والأمومة والدور المهم فيها، وحب المراهقة والاختيارات الخاطئة، والغرب وأحلام السفر والدراسة هناك، والزواج وتحدياته وكيف يمكن أن تنجح العلاقة الزوجية، والأمراض النفسية إلى أين قد تقودنا !
-الحب حين يأتي ويجلب معه الفرح: «نعم، بعضُ الفرح قد يكفي؛ لينهي سنواتٍ من التيه، وأعمارًا من الحزن.»
-النهاية كانت مفاجأة بالنسبة لي مع صندوق والدتها، وقد أشعرتني بالفرح والرضا بعد كل هذا الحزن، مع أني وجدت إخفاء الأمر وعيش هذا القلق للبيت كله غير مبرّر ..
🔷️ اللغة والسرد:
كُتبت الرواية بلغة عربية فصحى قوية وجذابة. لم تكتفِ الكاتبة بالسرد الخبري، بل استخدمت المشاهد والمواقف الحية لتوضيح الصراع الداخلي والخارجي، مما أضاف بعدًا إنسانيًا للرواية.
🔷️ بعض ملاحظاتي على الرواية:
- كان هناك الكثير من الإسهاب والوصف للمشاعر بين غالية وعمر، وبين كلٍّ منهما ونفسه، مما ترك لديَّ فتورًا من القراءة أحيانًا كثيرة، وكان من الممكن اختصاره.
كذلك وجدت في سرد الأحداث السياسية تكرارًا للفكرة مع اختلاف الأماكن والأشخاص.
-التنقّل بين الفقرات أشعرني بالتوهان، خاصة في بدايتها، فقد كنت أعود لقراءة الصفحة السابقة لأربط الأحداث، إلى أن استوعبت أن البطلة تتذكر حوادث بعينها وسط يومها.
كما أن الأسماء كثيرة وتشعرك بالتشتّت حتى تألفها وتتعرّف عليها ، كنت احب اكثر لو رتبت كفصول بأرقام او أسامي ..
🔷️ اقتباسات:
- هل يمكن أن يتخلّى مَن يحب عن الشخص الذي يحبّه؛ لأنه فقد الأمل في نجاته؟ أو لأنه يمرّ بوقتٍ عصيب لم يستطع تجاوزه؟ هل يمكن أن يتحوّل الحب إلى أذًى وجفاء؟
- نحن لا ننسى ولا نتخلّص من الذكريات المؤلمة أبدًا يا غالية، خاصة تلك التي تترك ندبة تذكّرك بها لبقية عمرك، ولكننا نتعلّم كيف نتعايش معها.
- (القاعدة)، (داعش)، (نصرة)، (جهاد)… إلى آخرها، كلها مجرّد أسماء، لا فرق بين حامليها إلا في درجة الإجرام التي تطوّرت إلى خارج حدود المعقول.
🔷️ هي رواية تستلزم عقلًا صافيًا ليستوعب كمّ المعلومات والأحداث والمشاعر. بذلت الكاتبة فيها مجهودًا كبيرًا وواضحًا، وفكرة جيدة أحسنت توظيفها.
وممنونة لها على الجانب الشخصي لإرجاعي إلى المملكة التي عشت بها عشر سنوات لا تُنسى ❤️
🔷️️ التقييم: ⭐⭐⭐
#بعض_الفرح_قد_يكفي
#ريم_عبدالباقي