1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " سماعة أذن تكفي للذعر "
3️⃣ التصنيف : رعب ـ جريمة
4️⃣ الكاتبة : Lobna M. Hammad II
5️⃣ الصفحات : 230 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : سين للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
ـ من الماضي إلى الواقع ، غرائبُ تُزلزلُ المسامع، وعجائبُ تحملها الحكاياتُ للحاضر، وسرٌّ مهولٌ تكشفه الدفاتر .. الظلم عنوان ، والجريمة أركان ، والرعب شيطان والحق يلوح في الأفق واضحاً جلياً ، والباطل يزهق ولو ارتفع علياً ، لكن هل تقف الحكاية عند حد ، أم يمنعها من النهاية ضد ، هل تكشف الأستار عما أخفاه الزمان ، أم يعيد التاريخ نفسه في ذات المكان ....؟
ـ في رواية «سماعة أذن تكفي للذعر» للكاتبة المبدعة والموهوبة فعلاً لبنى حماد .. والصادرة عن دار سين للنشر والتوزيع، تغوصُ في بحرٍ من التشويقِ والإثارةِ والغموضِ والهلع، وتسبحُ في غياهبِ التاريخ، منذ ثورة يوليو حتى 2015، من أروقةِ القصورِ إلى الموتِ والقبور، حيثُ تتقاطعُ الأسرارُ القديمةُ مع صدى الأصواتِ الغامضة، وتتحوّلُ سماعةُ الأذنِ من أداةٍ للسمعِ إلى بوابةٍ للرعب، تكشفُ ما لا يُرى، وتُسمِعُ ما لا يُقال.
ـ تنسُجُ لبنى حماد حبكتَها بدهاءٍ أدبيٍّ فريد، فتُلبِسُ الواقعَ ثوبًا من الخيال، وتغزلُ الخرافةَ بخيوطِ الجمالِ ، من التاريخِ والسياسةِ والمحال، لتقدّمَ روايةً عبقريةً سريعة، ونصوصًا سرديةً بديعة، تتجاوزُ حدودَ الرعبِ التقليديِّ والماورائيّات، نحو رعبٍ إنسانيٍّ نفسيٍّ ينبعُ من داخلِ الذات، قبل أن يجيءَ من الظلام، تنقله الوساوسُ والأحلام.
ـ من خلالِ بطلتِها ليلى، مدرسةِ الموسيقى التي تُعاني ضعفَ السمع، وتضعُ سماعتَها لتسمعَ الحياةَ من جديد، نكتشفُ أنَّ الصوتَ لا يحملُ دائمًا الطمأنينة، بل قد يكونُ اللعنةَ التي تُوقِظُ الذاكرةَ وتستدعي الأشباح .. بين زمنٍ وآخر، وبين جيلٍ وآخر، تسردُ الكاتبةُ حكايةَ ناريمان هانم المتقلِّبة بين الضحيةِ والجلاد، النعمةِ والنقمة، وحكايةَ الإنسانِ المأزومِ بالتحوّلات، حيثُ يمتزجُ الواقعُ بالكوابيس، والتاريخُ بالهلاوس، لتصنعَ روايةً تُقرأُ بالقلبِ قبلَ العين، وتصمُّ الفؤادَ قبلَ الأذن، وتُسمعُ بالروحِ قبلَ السماعة.
يُجبر عبد الناصر الإقطاعيين وأصحاب الثَّراء الشديد، بقانونِ الإصلاحِ الجديد، على أن يعيشوا كغيرهم، وهو الأمرُ الذي ينزلُ كالصاعقةِ على نَازْلي هانم جَدَّةِ ليلى، لأُمِّها التي تُحاربُ من أجلِ أن تعيشَ في مستوى اعتادته.
ولمّا رأت أنَّ المستقبلَ يتفتَّحُ لِمَن قام بالثورة، ألقت حبائلَها حول صلاح، الضابطِ في الجيش آنذاك، والذي كان يَهيمُ غرامًا بابنتها، رغم علاقتِه الآثمة بأمها، فتزوَّجت ناريمان غصبًا من ذلك الـ صلاح، الذي أحال حياتَها إلى جحيم.
حتى رأته يخونها .. ثم قرَّرت أن تنتقمَ بطريقتِها، لكنَّ هل يقف الانتقامَ عند صلاح، فأمثالُ وأشباهُ صلاح في الحياةِ كثيرون، وها هي قد بدأت الطريق، تُساعدُها الخادمةُ رضا، فإلى ما يُؤدِّي هذا الطريق...؟
ـ بحبكةٍ رائعةٍ بعيدةٍ عن الخلل، سريعة جداً خالية من الملل ، مكدَّسةٍ بالتشويقِ والإثارةِ والغموضِ من أولِها إلى منتهاها، بلغةٍ عربيةٍ أنيقةٍ سلسةٍ، فصحى سردًا، عاميّةً حوارًا، مناسبةٍ للحبكةِ والقصةِ والزمانِ والمكانِ والشخصيات ..من شدّةِ جمالِها وسرعتِها وإثارتِها، تقرؤها في جلسةٍ أو يومٍ على أقصى تقدير... شكراً جزيلاً .. لبنى حماد 🙏
#أبجد
#لبنى_حماد
#سماعة_أذن_تكفي_للذعر
#مراجعــات_محمــود_توغــان