كثيرًا ما استمعت لنهى بهمن وهي تُلقي بالقصائد باللهجة العامية ولكنني لم اقرأ لها ديوان مسبقًا، على الرغم من محبتي لشعرها العامي، وكنت أتوقع أن يكون هذا الديوان أيضًا بالعامية، ولكنني مع الصفحات الأولى فيه وجدت الأمر مختلف تمامًا وكأنني مع تجربة جديدة لكاتب وشاعر لم أسمع منه قبلًا.
البداية كانت مع المقدمة أو مفتتح الديوان والذي وجدته عبارة عن رسالة أو رسم حالة للشاعرة بعد وفاة الأب، هذا الجزء كان من أكثر الأجزاء التي لامست قلبي واصابتني بالشجن، وجعلتني مهيئة نفسيًا لما سأقرأه تاليًا وكانت تلك أفضل بداية للديوان بالفعل.
توالت بعد ذلك القصائد التي تعبر عن تلك الفتاة التي قابلتني في بداية الديوان، عن الحياة وعن الفقد وعن الحب والحنين والإنسان وكل تلك الأشياء التي مهما تحدث عنها الجميع سيطرقون دائمًا بابٍ جديدًا من الألفاظ والأفكار والمفاهيم المختلفة، وهذا ما وجدته في هذا الديوان فنهى بهمن لامست مفاهيم جديدة جعلتني أشعر بما كتبته وتصلني كل المشاعر المكتوبة، لذلك أحببت الديوان للغاية واتخذت منه الكثير من الاقتباسات المفضلة.
*اقتباسات:
أعرف فتاة"
حين تتعثر.. لا تنهض
وإنما تحلّق
وحين تتظاهر بالقوة..
تتحول إلى شجرة
وحين تتجاهل
وكأنها تعرضت لفقدان ذاكرة
شديد الدقة والحسم.. "
أقبّل قهوتي قُبلات ناعمة"
وأغازلني في المرآة
ثم أحبني، وأحبني من جديد..
وأخرج إلى العالم حاملة ذات النصال في قلبي
وأجدني وحدي هناك رغم ذلك الزحام "
أحترف الانحراف في اللحظات الأخيرة"
لا تتوقع الطرق اتجاهاتي
فتنفلت من تحت أقدامي،
ولأن جميع الطرق تؤدي إلى جسدي
تعلّمت الطيران"
فقدت أرواحي السبعة"
ولكني ولسبب لا أعلمه
ما زلت قادرة على الضحك والبكاء "
مع كل قُبلة طَبعها أبي فوق كفي الصغيرة"
نبتتْ زهرة
جعلتني فتاة مميزة
ذات رائحة مميزة
وعيون في اتساع قلبه
وهو يستمع إلى صوت نجاة الصغيرة "
" أريدك إلى جواري
وودت فقط أن أخبرك
أنني ومنذ ذلك اليوم
حين أنظر إلى مرآتي من دونك
" لا أبصر شيئًا على الإطلاق.
سوف أتأكد في المرة القادمة"
التي أحاول فيها صفع بابي في وجه أحدهم
أنني لم أترك قلبي في الجهة المقابلة "
خبروني أن على المرء حماية قلبه"
وأن توقيت حدوث الأشياء
أهم من الأشياء نفسها
وأن بعض القوانين قد وضعت لخرقها "
" أن الطعنات قد لا تقتل ولكنه التوقيت القاتل. "
تسكن في عيني اليمنى فراشة ملونة"
وفي اليسرى شيطان تائب
أحب فراشتي وشيطاني "
"ترفض أن أحدث صديقتي عن معجزاتك
عن قدرتك على إحياء الموتى
وهي من شهدتني جثة هامدة قبلك
تلك المساحات الشاسعة في حضورك
والحرجة أوقات الغياب
قدرتك على تعطيل الجاذبية
" وتسخير الفراشات
أنت تصنع المعجزات"
فأنا اليوم بجناحين. "
ربما أسقط من جديد"
ولكني مثل القطط
أجيد فن الالتواء في اللحظات الأخيرة
والمشاكسة. "
لا تنتهي صلاحية حماقة المغامرين"
ولا تمل أجنحتهم مداعبة السماء
ولا تكسر أعناقهم عند السقوط "

