أعراش الدَّم > مراجعات رواية أعراش الدَّم > مراجعة حسين علام

أعراش الدَّم - حسين علام
تحميل الكتاب

أعراش الدَّم

تأليف (تأليف) 0
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

الصوت والأصوات مضمرات في عنوان

"أعراش الدّم" للروائي الجزائري "حسين علام".

"أعراش الدّم"، يقتصد الروائي الجزائري البارع "حسين علام" أصوات الرواية في ثنائية لفظية مكوّنة من كلمتين "أعراش و "دم "، تتراسل الكلمتان وتتداعيان في بنية تنازعها أصوات خارجية وداخلية،فالكلمة حسب ميخائيل باختين "تذهب إلى الكلمة [...]. لا يوجد أي لفظ يمكن، في أي ظرف من الظروف، أن يُنسب فقط إلى مؤلفه [...]." (باختين، 1970)

وفي ضوء هذا يمكننا القول أن ثيمة الدّم تتردّد كثيرا في الأدبين العربي والعالمي، وتأتي قرينة للسلطةوالعرش، فالعرش في تاريخ الإنسانية ملحمة دم، وفضاء سردي يتقاطع فيه التاريخي بالحاضر، والواقعي بالتخيلي الفانتازي، وتلتقي فيه الأسطورتان، أسطورة الماضي وأسطورة الحاضر بكل ما حمّّلها السيميائي الفرنسي"رولان بارث" من أنساق دالة.

يتجاوب صوت عنوان "أعراش الدم" للروائي "حسين علام" مع أصوات خارجه، قريبة منه "يتصادى" معها ويحاورها، منها صوت "الحرب والسلام" لـليو تولستوي، وأصوات روايات أدب الدكتاتور التي تسرد قسوة الاستبداد وسفك الدماء مثل رواية "أنا الأعلى" لـأوجستو رواباستوس، وأصوات روايات الفانتازيا الملحمية كـ"صراع العروش" لجورج مارتن التي تصور الحروب الدامية على العرش، فضلا على روايات تروي الآثار الدامية للقمع السياسي مثل "قصة مدينتين" لـتشارلز ديكنز.

عنوان "أعراش الدم"حكاية أسطورة في مواجهة أسطورة، أسطورة البحث عن الذات وسط التاريخ والخرافة.ومثلما تتوالى الأساطير في الرواية نحو بناء دلالاتها الكبرى "تتقاطع فصول الرواية مع تقلبات الطبيعة من خريف ممطر بالأسرار إلى صيف حارق بالحقيقة".

يختار الروائي البارع "حسين علام"صيغة الجمع، فبدل من "عرش الدم"،يرى في رؤيته السردية أنها "أعراش الدم"،والجمع هنا إحالة إلى أصوات فضاءات تاريخية جزائرية ملحمية، فالبنية السردية للعنوان رمزية وتمثيل/صوتي فردي/جماعي للسلطة.

كيف يبني الروائي"حسين علام" العلاقة بين "الأعراش" و"الدم"؟، وهل تبنى سردية الدّم في الرواية على الشرعيّة الفرديّة،أم على الشرعيّة الجماعيّة التاريخية ـ بتشديد الياء في كل منهما-(الفرديّة والجماعيّة)؟.

الصوت والأصوات في "أعراش الدم" حبكة يتوالف فيها التاريخي والأسطوري"،ففي قرية جزائرية تخضع لمنطق القبيلة وذاكرة الخرافة وسكون الجفاف، يولد فتى جزائري يحمل لعنة الغربة منذ ولادته،ابن مناضل غامض أتى من الماضي ليوقظ صراعا نائما بين الفرد والمنظومة".

بطل الروائي "حسين علام" ليس صورة موضوعية، بل كلمة/صوت حقيقي لا يرى فقط بل يسمع، هكذا وكما عبّر "ميخائيل باختين"لا يتحدّث المؤلف عن البطل بل مع البطل [...]. يجب أن يُشعَر بكل شيء على أنه كلام عن كائن حاضر [...]، كلام "الشخص الثاني ..." (باختين، 1970)، تُواجَه الأصوات، لكنها لا تتوحّد أبدًا في "أنا" ثابتة، هي أنا المؤلف (أو الراوي) الأحادي.

تختلف الأصوات داخل رواية أعراش الدم وتتعدّد، في نسيج سردي يتدرج من اكتشاف الفتى"عبر طقوس غريبة ولقاءات فانتازية مع درويش القرية خيوطا خفيّة عن مصير والده الذي ابتلعته حرب في صحراء بعيدة، يسير كمن يبحث عن جذوره في تربة متصدّعة،حتى ينهار ضريح أسطوري وتسقط شجرة خروب لتكشف له مكتبة الوالد مفتاحا متأخرا لأسئلة العمر".

"أعراش الدم"إذن وكما ينبئ العنوان متعدّدة الأصوات،صوت جماعي،صوت الأرض والمواسم المتقلّبة،صوت التاريخ والخرافة وذبذبات التوتر بين الغياب والهوية والخوف من المجهول، صوت الانزلاق والتحوّل والاختلاف في الأفراد والجماعات، وصوت الذات والأعراش المتصارعة، حيث صوت الذات هو صوت الهويّة، فإمّا أن تذوب وتتماهى، أو تقوم من سديم كثيف، و تتماسك وتنفذ منها إليها في ملحمة جماعية. تكون هي عرشها الأوّل وسيّد الأعراش.

يمارس تعدّد الأصوات في عنوان رواية "أعراش الدم" لحسين علام اندماجا في مستوى الرؤية بين التاريخي والخيالي والخرافي، وتتبدى ظلال الأشكال الشفهية والفولكلور أنواعا أدبية متداخلة الأصوات "حيث كلّ شيء - الكلام والإيماءات والأفعال الملموسة - هو الحرية والعفويّة والألفة والغرابة" ...(باختين، 1970).

ينظر فيما يخص الإحالات،Bakhtine, M. (1970b) [1929]. Problèmes de la poétique de Dostoïevski. Trad. du russe par G. Verret. Lausanne : Éditions L’Âge d’homme.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق