الرواية: استئناف.
الكاتبة: أميرة نايل.
دار النشر: ببلومانيا.
عدد الصفحات: 524.
❞ فالذين ألفوا الأخذ دون حساب، تملكهم الجشع والطمع، وتبدلت الوجوه التي كانت تبدي الحب إلى وجوهٍ باردة، خالية من الروح.
يا لها من خيبة أن نكتشف أن ما كنا نراه حبًا وتلاحمًا لم يكن سوى سراب. ❝
في قراءة أولى للكاتبة أميرة نايل، في رواية اجتماعية نفسية، تبدأ الرواية بقيام بطلة الحكاية
ليلى مالك التي حاوطتها والدتها بالحب والعناية و كذلك والدها لتمر مرحلة طفولتها ومراهقتها بسلام، لكن توفي والدها وقت دخولها للجاماة لتعاني من رهاب من الأطباء والمستشفيات، مع تقدم المهندس المدني صفيّ للزواج منها، مع سرد حكاية عائلة صفي القاسية، لتتزوج به في الريف حيث المنزل الكبير، ويمنع أي أحد خاصة الرجال وأهل القرية من رؤيتها، وكان يلبي جميع احتياجات المنزل، مع عطفه البالغ على الفقراء وأهل القرية ومعاملته لإخوته كأولاده مع سخائه الشديد على من حوله، وحنانه البالغ وحبه الشديد لزوجته، لكن مع وفاته تتغير الأحوال من الغناء والرفاهية إلى المذلة بسبب شركه وابن عمه عامر الذي يستخدم كل السبل للحصول على ما يرغب عليه، لتبدأ رحلة طويلة في المحاكم من أجل استرداد الحقوق المغصوبة.
الرواية لغتها رائعة وسلسة وأوصلت المشاعر بدقة بالغة، مع عرض رائع للأحداث والمساوئ الكثيرة التي تتواجد بالريف.
اقتباسات:
❞ السفر والموت كلاهما يختبران قدرة القلب على التحمل، يحملان معهما حنينًا ووحشة، ويذكراننا دائمًا بقيمة اللحظات التي نقضيها مع من نحب، لأننا لا نعلم أي الرحلتين ستكون الأخيرة. ❝
❞ حتى تسلل ضوء الفجر إلى نافذتي، ليذكرنا أن الصباح قد حل، وأننا سنعود مجددًا إلى دوامة الحياة والتزاماتها. لكننا احتفظنا في قلوبنا بتلك الذكرى الدافئة، كبصيص من الضوء يعيننا على المضي قدمًا. ❝
❞ كان حالي يستوي في النعمة والنقمة، في الشدة والرخاء، ولم أكن أشكو للبشر. كنت أبوح إلى الله بحالي؛ لأن البوح إليه بوح لا يعقبه ندم. ❝
❞ كيف تسول للإنسان نفسه إذلال الآخرين بمالهم من أجل إشباع الأنا المتضخمة لديه؟! وما فعله ما هو إلا سلوك يعكس رغبة مريضة في فرض السيطرة والشعور بالتفوق، حيث يستغل الشخص موارده ليُخضع مَن حوله، برؤيتهم منكسري الروح ويشعرهم بالدونية، غير آبه بما يفعله من خداع ومراوغة ليغطي خواءه الداخلي. ❝
❞ إنه من أولئك الذين يبالغون في الحديث عن الدين، يتظاهرون بالصلاح والورع، لكنهم في الواقع يتاجرون به، يبيعون بضاعة فاسدة لا تصلح إلا لأولئك الذين قهرتهم الحياة وقهرهم الظلم. يستغلون بساطة الناس وطيبتهم، فيثقون فيهم ثقة عمياء، بينما هم في الواقع لا يرون فيهم سوى وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصية. ❝
❞ في النهاية، أدركت أن الحياة ليست كما تصورتها. لطالما كنت أؤمن أن القيم وحدها تكفي، لكن اكتشفت أن الحياة تتطلب أكثر من ذلك؛ تتطلب واقعيةً لم أكن مستعدة لها. وكما في الأفلام، كان النور يأتي دائمًا في اللحظة الأخيرة، وتلك اللحظة علمتني أن لطف الله، دائمًا ما يتدخل من حيث لا نحتسب ❝
❞ السعادة، كما أدركت بعد كل هذه التأملات، تتطلب نوعًا من الكمال الذي لن نصل إليه أبدًا. أما الرضا… فالرضا هو أن نقبل بنقص الحياة، أن نكون في سلام داخلي رغم كل العيوب. السعادة والأحزان نسبية. ما يبدو لأحدهم كأكبر ألم، قد يراه آخر فرصة لتحمل وصبر. ❝
❞ أن الحزن أمر لا مفر منه ، جزء لا يتجزأ من وجودنا البشري. ربما لا نستطيع أن نفهم في هذه الدنيا كيف يمكن أن نعيش في الجنة دون ألم أو حزن، وكيف يمكن أن تكون السعادة دائمة. هذا السؤال يُحيّر عقولنا، فنحن مخلوقات دنيوية، مقيدة بتجارب الألم والفرح العابر. لكن الروح، حينما ترتقي وتقترب من خالقها، تدرك أن السعادة الحقيقية لا تكمن في زوال الأحزان، بل في الرضا بقضاء الله وقدره. في تلك اللحظة، يتجلى معنى السعادة الأبدية: حيث لا حزن، لا مرض، ولا موت. ❝
❞ ما أصعب خسارة القلوب، حين يسقط أحدهم من داخلنا، لا يبقى لنا سوى الذكريات المثقلة بالندم والأسى. ❝
❞ كنت واحدة من الناجين من الضربات القاتلة. كما قال الدكتور أحمد خالد توفيق، وأضيف أن الناجين من هذه الضربات ليسوا أقوى، بل هم أناس تحطمت أرواحهم وأعيد بناؤها بطريقة لا تراها العين. إنهم يمشون بيننا حاملين أثقالًا لا يمكننا رؤيتها، وجروحًا لا تلتئم. بالنسبة لهم، النجاة ليست انتصارًا، بل بداية لمعركة جديدة مع الألم والخوف. يبحثون عن بقع من الضوء في بحر من الظلام. هم ليسوا أبطالًا، بل هم تجسيد للروح الإنسانية في أضعف لحظاتها . هم شهود على قسوة الحياة، وأبطال في معركة غير عادلة، حيث تكون النجاة ليست سوى بداية لجروح لا تلتئم. ❝
❞ الجميع يركض وراء مصلحته، لا أحد يهتم بالعدالة أو الحقيقة. الجميع يقف على أرضية المصالح المشتركة، الكل يناور ويحاول تحقيق مكاسب شخصية. إنها لعبة الحياة القاسية، حيث لا مكان للضعفاء، والجميع يتحايل من أجل الوصول إلى هدفه، حتى لو كانت الطريق مليئة بالخداع ❝
❞ أدركت أن العمر يمضي، ونحن نتأرجح بين قلقٍ لا ينتهي وطمأنينة شحيحة، كعصفور يحاول أن يوازن بين جناحيه. أحيانًا، نخشى أن نطمئن فتتراجع عزيمتنا إلى مستويات لا تفي بطموحاتنا، ونخشى أن نقلق فيشلنا هذا القلق ويعيق تقدمنا. ❝
#أبجد
#استئناف_Resumption
#أميرة_نايل

