الرواية دى من النوع اللي بيشدك من أول صفحة، لأنها بتكسر الحاجز المعتاد بين القارئ والطبيب النفسي الكاتبة بتخلي المرضى نفسهم يحكوا قصصهم بصوتهم يعرّوا جروحهم الداخلية ويكشفوا حياتهم قدامنا، في الوقت اللي إحنا عارفين عن الطبيب أقل بكتير مما يعرف هو عن مرضاه
هل سمعت من قبل عن الخطايا السبعة لأنها مش مجرد كلمات، دي مرايا لحياتنا
الغرور: أسير صورتك وجمالك.
الحسد: ألمك من فرحة غيرك.
الشهوة: الجسد يتحكم في العقل.
الغضب: تخسر نفسك قبل خصمك.
الكسل: تضيع حياتك وأنت واقف.
الشراهة: تبلع كل حاجة بلا حدود.
الجشع: تكسب لوحدك وتخسر الكل
الرواية متقسمة لسبع حالات نفسية مختلفة، كل حالة متجسدة في شخصية لها ملامح واضحة وتفاصيل دقيقة: الاسم، السن، الشكل، التاريخ المرضي، والعلاقات اللي حوالين المريض. التفاصيل دي خلت القارئ يحس إنه شايف المريض قدامه وكأنه بيتكلم في جلسة علاج حقيقية.
هنقابل أريج الجميلة المغرورة اللي جمالها أصبح لعنة عليها
رضا اللي الحسد أكل قلبه وخلاه يشوف في فرحة الآخرين عدو شخصي
غالية اللي اتربت في بيت مليان خيانة فكبرت بأسئلة مؤلمة عن الجسد والشهوة
هادي الغاضب اللي دايمًا على حافة الانفجار
سيف اللي الكسل كبّله وأهلك أحلامه.
زياد اللي بيعيش كل حاجة بسرعة وبشراهة كأنه بيجري وراء حياة مش هتلحقه.
لكن المفاجأة الأكبر إن الطبيب نفسه مش مجرد مراقب محايد. مع نهاية الرحلة بنكتشف إن عنده هو الآخر "ملف" خاص، مليان جشع ورغبة في استغلال ثقة الناس فيه لمصالحه. اللحظة دي بتقلب الرواية كلها وبتخلي القارئ يسأل نفسه: مين فعلًا محتاج العلاج؟ المريض اللي جاي يدور على حل، ولا الطبيب اللي بيخبّي أمراضه وبيستتر خلف لقب "المعالج"؟
أسلوب الكاتبة بسيط وسلس بيشد القارئ لمعرفة مصير كل حالة وفي نفس الوقت بيفتح باب للتفكير: عن طبيعة النفس البشرية عن نقاط ضعفنا اللي ممكن تتحول لخطايا مدمرة لو ماواجهناهاش، وعن الحدود بين الثقة والاستغلال.
الرواية رحلة ممتعة في عوالم سبعة مرضى، لكنها كمان مرآة لنا جميعًا. لأنها بتقول ببساطة إن "المعاناة" مش حكر على المريض النفسي، وإن يمكن في دواخلنا كلنا شيء من الغرور أو الحسد أو الغضب وحتى شيء من جشع الطبيب
❞  معرفة الأسرار نعمة كبيرة، ولكل منا طريقة مختلفة في التعامل مع السر، بوجه عام الإنسان مخبأ أسرار، والطبيب النفسي هو مفتاح هذا المخبأ، لذا كنت أنا مفتاح مخبئهم الغامض، ولم أبُح بالسر مطلقًا لأحد ❝
❞ لماذا لم يتم اختراع ترياق سحري يسحب كل التجاعيد والبقع والترهلات التي تظهر على أجسادنا، لماذا لا يوجد جهاز يمكننا أن ندخل فيه ليعيد لجسدنا رونقه مرة أخرى ويعيدنا بالزمن لعشر سنوات على الأقل للخلف، ❝
❞ كيفية الرضا وتقبل الأمر الواقع الذي يشعر به كل شخص منا يختلف عن الآخر ❝
❞  مروا جميعهم بالكثير من الأحداث والتفاصيل والألم، زُرع بداخلهم الفشل والخسارة والخوف، والغضب والكسل والحسد، والغرور والشهوة وكل خطايا البشر منذ بداية الخلق عاشوا حياتهم بالكامل لا يفهمون علتهم أو ما هي خطيئتهم، أما آن الأوان أن يُحصد الألم ❝
#مسابقات_مكتبة_وهبان #مسابقة_ريفيوهات_الألم_يحصد_الآن
#أبجد
#الألم_يُحصد_الآن
#دينا_ممدوح

