الألم يُحصد الآن
عزيزى القارىء ربما ما تقرأه في البداية ليس كما يبدو عندما تصل لنهاية القصة
البداية مع طبيب نفسي مشهور يقوم بتفريغ بعض الجلسات الخاصة بمرضاه ورحلتهم العلاجية معه
استخدم الطبيب الخطايا السبع في حكاياته فكان من ابطالنا الغرور .. الحسد .. الشهوة .. الغضب .. الكسل .. الشراهة .. واخيرا الجشع
الغرور
الغرور قد يؤدى بالمرء الى الهلاك
وهذا ما مع بطلة الحكاية "أريج" كما اطلق عليها الطبيب واختار اسماء المرضي بما يتناسب عكسيًا مع شهواتهم .. لنعود للحكاية كانت " أريج" امراءة في منتصف الاربعينات ثرية كما يبدو على مظهرها .. غرورها نابع من جمالها وكانت جميلة حقًا حتى اهلكتها عمليات التجميل التى قامت بها للحفاظ على صورتها عن نفسها والتى زرعتها أمها بداخلها ورحلت لتتركها تواجه علامات الزمن !
الحسد
الحاسد هو الذي يظهر ودّه في أقواله، ويخفي بُغضه في أفعاله.. له اسم الصديق و صفة العدو
"الإمام على"
بطل الحكاية هو "رضا" وقصته ابعد ما يكون عن الرضا .. تعرض واسرته لحادث مأساوى اودي بحياتهم وظل يعيش بذنب وفاتهم وبدلًا من الالتفات لحياته ومحاولة تحسينها بدأ العبث بحياة الآخرين ومحاولات تخريبها .. هناك اشخاص الشر كامن بداخلهم يحتاج فقط الي محفز خارجي الانطلاق وتدمير حياة الآخرين !
الشهوة
ليست الشهوة هي الرغبة بالجسد وحسب، إنما هي في مقياس مماثل، الرغبة في الشرف.
ميلان كونديرا
بطلتنا "غالية" لم تكن غالية على احد حتى نفسها .. انهارت امام عينيها مُثلها العليا فألقت بنفسها في طريق لا رجعة فيه وباعت جسدها لكل طارق بدون أي إحساس بالذنب بل كانت تشعر بالسعادة تُعاقب نفسها على ذنب لم تكن هى مرتكبته من البداية .. بالغت في الانتقام حتى دمرت نفسها!
الغضب
دائمًا ما يكون وراء الغضب حجة .. لكنها نادرًا ما تكون سليمة
البطل "هادي" وبالطبع هو ابعد ما يكون عن الهدوء يتشاجر مع "دبان وشه" كما يقولون يبيت معظم ايامه بالقسم في شجاراته العديدة مع ايا كان .. اقتنع بخيانة زوجته فصب غضبه على العالم واحترق معه من الداخل ونفث نيران غضبه في وجوه الجميع!
الكسل
لا تتعلم أن تفعل أي شيء، إذا كنت لا تعلم سوف تجد دائما شخصا آخر للقيام بذلك نيابة عنك.
مارك توين
بطل حكايتنا "سيف" تعود على تلبية رغباته منذ الطفولة وعندما حاول والده انقاذ ما يمكن انقاذه قامت امه بتدمير كل شىء بدافع الحب .. فرط التدليل والحماية الزائد خلقا كائن لا تُرجي منه فائدة يعيش للأكل والنوم فقط حتى قضاء حاجته ثقيل على قلبه!
الشراهة
هى الافراط في تناول الطعام والشراب .. او الاستهلاك بوجه عام
بطل الشراهة "زياد" في واقع الأمر شراهة زياد للأشياء لم تكن مؤذية سواء له او للآخرين وكان يحقق التوازن في حياته من خلال شراهته .. ولكن إحساسه بالذنب تفوق على حبه للعمل واضطر لطرق اول باب لإيجاد الحل وسرعة العودة للعمل!
واخيرًا فاكهة الحكاية الجشع
وهو تلك الرغبة الشديدة وغير المقيدة في امتلاك المال أو الممتلكات أو السلطة
هل تذكر عزيزى القارىء تحذيري لك من النهاية والآن وقد وصلنا النهاية من هو المريض التالي في رأيك؟ هل تخيلت انه الطبيب؟
لا تندهش انه هو بعينه من يحكى لك من البداية معاناة مرضاه .. هو بطل استغلال تلك المعاناة ووضع كل مريض في مكانه .. استغل حب "أريج" لجمالها واقنعها بمزيد من عمليات التجميل وبدورها اقنعت به اصدقائها ومنحته الشهرة .. استغل حسد "رضا" ووضع في طريقه من اراد تدميرهم كأنها صدفة وترك له حرية التصرف .. استغل شهوة "غالية" ومحاولة انتقامها من نفسها واستأثر بها لنفسه واستباح جسدها وهتك حرمة العلاقة بين الطبيب ومريضته .. استغل غضب " هادي" في الاطاحة بأعدؤاه عن طريق العبث بجرعات الدواء .. استغل كسل "سيف" للحصول على امواله وتعديل جرعات علاجه باستمرار ليظل في حاجة لتواجده الدائم .. استغل شراهة "زياد" وإحساسه بالذنب للتخلص من الروتين وانجاز تعاملاته الحكومية في وقت قصير
طبيب جشع لكل الخطايا السابقة والتى قام بعلاج ابطالها كما ادعى واتركك عزيزي القارىء مع الفصل الاخير في الرواية لتشهد نهاية الطبيب والذي اتضح انه ليس بطيب ولا يملك شهادة في الطب .. كيف تكون نهاية كل هذا الجشع؟
لن افسدها عليك فلتكتشف بنفسك !

