الكتاب يقدم للقارئ مختبراً حياً لفهم علاقة الفرد بالجماعة، وكيف يتشكل الإنسان من خلال نظرة الآخرين له.
هذه الرؤية ترتبط بجدل فلسفي عميق حول الهوية والوجود والاعتراف، وهي قضايا ناقشها فلاسفة كبار مثل هيغل وسارتر، لكن الكاتب يعيد صياغتها بلغة الناس وذاكرتهم.
هنا تتجلى عبقرية البروفيسور والعالِم السوداني أستاذ أمير إبراهيم:بقدرة على ردم الهوة بين المعرفة الأكاديمية الصارمة واللغة الأدبية المشرقة.
إن (تراتيل النيل) ليست مجرد قصص من الأرض الطيبة، بل هي مشروع فكري يضع كاتبه في مقام المفكر العارف و الباحث المتمكن و الأديب المبدع.
إنه نص يؤكد أن الأدب السوداني لا يزال قادراً على إنجاب أصوات تحمل في داخلها العلم والمعرفة والفلسفة، وتحول الحكاية إلى تراتيل وجودية تحفظ للإنسان مكانه وكرامته في ذاكرة التاريخ.