المرة الأولى التي اقرأ فيها لقلم د.أغر الجمال، وعرفت فيما بعد أن هذه الرواية الأولى له أيضًا فشعرت وكأنني ابدأ معه الطريق من البداية.
استمعت للرواية على تطبيق أبجد كأول كتاب لتجربة النظام الصوتي الجديد، والحقيقة لهذا تعليق أخر سأذكره في نهاية المراجعة.
بدأت الرواية بفكرة جذابة وهي أن القتيلة ترسل خطاب للمحقق الذي سيتولى قضيتها فيما بعد، لتخبره بأنها هي من ستجعل القاتل يقوم بمهمته في قتلها ليقوم بالجريمة الكاملة.
أعتقد أنني أكملت الرواية بسبب هذا الخطاب الذي جعلني أفكر طوال الأحداث حتى مع ظهور الكثير من الأشخاص المتهمين بداية من مهند ابن القتيلة وطليقها وابن عمها وعامل فيلتها وزوجته وصديقتها وزوجها وحتى المحامي نفسه الذي أخرج وصيتها شككت به.
الأهم أنني شككت في القتيلة نفسها أنها قد تكون فعلت هذا رغبة في الانتقام من شخص بعينه من ضمن هؤلاء.
في كل مرحلة من الرواية استطاع الكاتب أن يسلط الضوء على شخص ويقدم لك كل الدلائل التي تجعلك تفكر في أن هذا الشخص هو الجاني، ولكن يأتي في المرحلة التالية ليثبت لك أن ربما يكون هناك جاني أخر، لتعود فيما بعد لنفس الشخص مرة أخرى لتشك فيه ثانية.
ولكن أن تأتي النهاية بهذا الشكل الذي جاءت به كان أبعد تمامًا عن تفكيري، ليس بالشكل الإيجابي ولكن بطريقة سلبية للغاية.
من حبكات الجريمة المعروفة أن يكون الجاني تم ذكره أو الإشارة له بصورة أو بأخرى خلال الأحداث، حتى وأن كان غير متوقع تمامًا وهو بالتأكيد ما نرغب فيه أن تكون النهاية غير متوقعة لتكتمل الحبكة والاستمتاع بكل الأحداث السابقة، ولكن أن يأتي الجاني بشخص لم يظهر مطلقًا أن له علاقة بالقتيلة بأي صورة ولم يسبق لهم الالتقاء وتشير عليه باستمتاع وأنت تتخيل أنك قد ضحكت على القارئ؟! فهذا كان أسوأ ما في الرواية وجعلني للحظة ما أفكر في منحها نجمة واحدة.
السبب الذي جعل المحقق محمود يصل إلى الجاني كان سبب واهي للغاية، أن تقوم بشرح كل التفاصيل في النهاية والتي كان من المفترض أن يتم الإشارة ولو لجزء منها خلال الأحداث هذا أمر جعلني وكأنني كنت طوال الصفحات الماضية اقرأ رواية وأنني الآن أمام رواية أخرى تمامًا.
هذه الرواية من الروايات التي دمرتها نهايتها.
بالنسبة للنقاط السلبية الأخرى فإن لغة الرواية نفسها كانت تقريرية بشكل واضح ولم تجعلني أتعاطف أو أشعر بأي شخص خلال الأحداث.
أما بالنسبة للنسخة الصوتية الموجودة على تطبيق أبجد فهي سيئة للغاية، وأكاد أجزم أن هذا الأداء الصوتي تم عن طريق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الذي وإذا ما تكرر الأمر أعتقد أن الأداء الصوتي على التطبيق سيكون من أسوأ ما يكون، كنت أشعر بصوت معدني في أذني وأنا أسمع هذه النسخة، كل الأشخاص بدون روح وبدون مشاعر وبدون أنتقال في الانفعالات خلال الحديث، والأهم أن الكثير والكثير من الكلمات التي تم نطقها بشكل خاطئ تمامًا، من أسوأ النسخ الصوتية التي سمعتها للروايات بشكل عام.