"أصل الأنواع، رواية مختلفة تماماً"
في قراءة أولى للكاتب والمترجم "أحمد عبداللطيف" وروايته الأحدث"أصل الأنواع" والصادرة عن "منشورات حياة"، قرر الكاتب إثارة حيرتنا من أول وهلة واختياره لعنوان كتاب من الأشهر ل "درواين"، بغلاف يكمل الحيرة بأصابع منتشرة على الغلاف، لتعرف منذا البداية أنك على موعد مع تجربة استثنائية، قد كان
تبدأ الرواية بالمهندس المدني "رام" الذي وكل إليه مهمة تخطيط المدينة من جديد، إزالة العوائق في سبيل خلق مدينة من رحم مدينة تاريخية، مع أول إزالة للرمز الأكبر وهو المقابر بما تحويه من رفات لشخصيات تاريخية و شخصيات عادية، بدأ الفقد، ففقد رام المشعر بطبيعة جسده شعر جسمه كله فجأة، فقد بوصلة حياته مع توالي عمليات الهدم وإصرار المسؤولين على إكمال العملية بكل قسوة وعدم إحترام لقدسية الموت وتحت شعار التطوير
تكمل الرواية فكرة الفقد مع لاعب الكرة الشهير"الحافي" الذي فقد وبدون مقدمات أصابع قدمه قبيل مباراة مهمة و مصيرية، ولكن ترى كان فقد الحافي لأصابعه مهما بلغت أهميتها هو فقط ما فقده؟؟ أم أن للموضوع أبعاد آخرى؟؟
شخصيات ئيسية وثانوية، تراوح فقدها بين أعضاء جسديةو مشاعر صعب التعبير عنها، تنوعت طرق المواجهة باختلاف الشخصيات، في رواية تميزت بأسلوب كتابة جديد بالنسبة لي على الأقل، فالكاتب تعمد الكتابة بدون فواصل أو علامات ترقيم على الإطلاق، فأحسست طوال الوقت أنه يلهث من أجل التعبير عن أفكاره أو أنه يخشى أن يقاطعه أحدهم قبل إنهاءه التعبير عن كل ما يدور بخلده، فلهثت أنا الآخرى طوال صفحات الرواية والقراءة
رواية مختلفة، بديعة للغاية في إختلافها، بها من الأفكار الفلسفية ما لن تسعه قراءة واحدة أو مراجعة مهما كان طولها، رواية وإن قصر حجمها إلا أنها دسمه للغاية، رواية تقرأ في جلسة طويلة أو يوم أجازة للإستمتاع بها وهضم أفكارها
من الرواية
*ثمة حزن ينتابنا حين نفقد شيئًا حتى لو كان الشيء لا قيمة حقيقية له نظل نتتبَّعه بأعيننا وهو يرحل خطوة خطوة ونقول لأنفسنا لم يكن يهمُّنا لم يكن له فائدة لكننا في قرارة أنفسنا نشتاق إلى استرداده بل وربما نعرف قيمته الحقيقية مع فقده من هنا تأتي فكرة الكراكيب مراكمة أشياء كانت ذات يومٍ بأهمية ما وحين فقدها لم نستغن عنها
*كأن السعادة المنتظَرة يجب أن يسبقها غمٌّ كبير
#رفقاء2025
#قراءات_سبتمبر
#قراءات_حرة
32/1