اسم الرواية: أصل الأنواع
اسم الكاتب: احمد عبد اللطيف
دار النشر:منشورات حياة
هل فكر أحد من قبل أنه قد يعيش بلا أصابع؟ وهل تساءل أحد إن كان سيستطيع أن يكمل حياته الطبيعية أم لا؟
الرواية تدور حول ثلاث شخصيات مختلفة في المهن لكنها متشابهة في مكان السكن والثلاثة استيقظوا فجأة ليجدوا أنهم فقدوا جزء من أجسادهم
رامي المهندس استيقظ ذات يوم ليجد نفسه بلا شعر في جسده كله.
بتشان بائع الفاكهة فقد أصابع يده كاملة بدون اي أثر لبتر
أما يحيى الحافي لاعب الكرة الشهير، فقد وجد نفسه فجأة بلا اصابع في قدميه وبدون اي أثر لبتر .
وأنا أقرأ الرواية كنت أشعر وكأني أركض كي أنهيها، بسبب غياب الفواصل وعلامات الترقيم.
ومع القراءة الأولى لم أكن أفهم لماذا يظهر الموتى وهم يتجولون في الشوارع، لكن مع القراءة الثانية أدركت أن الأمر يرمز للخوف من التغيير والفقد هؤلاء الموتى خسروا بيوتهم – مقابرهم بعد أن قررت الدولة هدمها بحجة تطوير المدينة وبالمثل، بعد أن فقد الناس أجزاء من أجسادهم تبدلت طبيعتهم، فقدوا إنسانيتهم، ولم يعودوا قادرين على الإحساس بالخوف او بأي مشاعر إنسانية أخرى.
لغة الرواية قوية وفي الوقت نفسه بسيطة وسلسة. الحوارات قليلة جدًا، والسرد يأتي في الغالب بصوت الراوي الذي يحكي عن الأبطال وما يمرون به.
أعجبني كثيرًا الإسقاط الواضح على فكرة أن المدينة تفقد هويتها وتاريخها مع هدم المقابر والأماكن التاريخية تحت دعوى التطوير. كما لفت انتباهي مشهد امتلاء الشوارع بلافتات الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم، حيث يشارك الناس في تعليقها سواء برغبتهم أو بالإجبار لكن في النهاية، لم تترك الأمطار والطبيعة هذه اللافتات علي حالها ، بل محتها جميعًا، ولم يتبقي منها سوى الحروف الأخيرة من الاسم.
الرواية في الحقيقة شدتني جدا مزيج بين الواقعية والفانتازيا وفيها لمسة فلسفية. ورغم أنني لست من محبي الروايات الفلسفية عادة، فإن الرواية أعجبتني كنت متحمسة لقراءتها، وأنهيتها مرتين حتى أتمكن من استيعابها بشكل أعمق.
تقييمي للرواية: ⭐⭐⭐⭐ 4/5