الكتاب : رواية أصل الأنواع
الكاتب: أحمد عبد اللطيف
دار النشر : منشورات حياة
تصميم الغلاف : الفنان أحمد اللباد
الطبعة الأولى ٢٠٢٥
عدد الصفحات : قراءة الكترونية - أبجد
التقييم : ⭐⭐⭐⭐
أصل الأنواع هي المؤلَّف التاسع للكاتب أحمد عبد اللطيف ، والمراجعة التالية هي انطباع شخصي قد يحمل الصواب والخطأ
في الأصل؛ أصل الأنواع هي نظرية عالم التاريخ الطبيعي السهير تشارلز داروين، وفي احظة شك؛ سيتوقف أي قارئ أمام هذا النص الروائي متسائلاً عن جرأة أحمد في اختيار هذا الإسم لنصة ، عن العلاقة الخفية بين النظرية والرواية ، وسيصبح داروين في صدارة ذهن القارئ.
لكن إذا كانت النظرية تختص بعملية بناء وتطوير الكائنات الحية بما أسماه داروبن الإنتفاء الطبيعي أو الإنتخاب الطبيعي ،فإن رواية أحمد تتدفق في الإتجاه المعاكس لهذه النظرية، تتدفق بالهدم،بفقد أدوات البناء متمثلاً ببتر الأطراف ،اختفاء الحواس وأسباب استمرارية النسل،ثم بفقد اللغة والقدرة على التعبير ، كأن الكاتب أراد العودة إلى الإنسان الأول قبل أبجدية اللغة وإدراك الهوية .
في بداية القراءة يصعب على القارئ التنفس، إذ يسقط في النص ويلهث كغريق في نهر هادر بلا فواصل، لكن ما ان يعتاد التيار ؛ يسبح ويسيطر على الموقف بتحديد فواصله الغائبة بنفسه.
من الناحية الأدبية استخدم الكاتب أشكال الكتابة الأدبية المختلفة وجمّعها في نصه، إذ استهله بمقطع شعري لبورخيس، ثم قسمه إلى ثمانية فصول يحمل كل فصل منها يوم من أيام أسبوع الآلام في الديانة المسيحية، ثم يأتي كل فصل مقسماً إلى أجزاء ،كل جزء يمثل قصة او موقف لأحد الأبطال،وتتوالى الأجزاءكمتتالية قصصية تشكل في ترابطها السرد الروائي للنص.
في الفصول الخمس الأولى جاءت تسمية أجزائها بالحروف الأبجدية العربية بترتيبها القديم، ثم تحولت تسمية الأجزاء في الفصول الثلاث الأخيرة إلى أرقام تتصاعد بتصاعد الأحداث؛ والتي تنتهي بالخلاص في مشهد مسرحيّ أقرب ما بكون للأساطير اليونانية .
أما من الناحية الفنية ؛ فعلى الرغم من انتماء الرواية إلى تيار الوعي،ونجاح الكاتب في تجسيد فكرة مضمونها _من وجهة نظري_ فقدان الهوية ؛ وأن الصدق في الحب هو السمة التي يجب الحفاظ عليهاللوصول بالأنواع إلى أصالتها وبالتالي الحفاظ على هويتها، فما هذا النص إلا لوحة من الفن التجريدي مرسومة بعناية بريشة فنان حرص على تخليد أسطورته.
هذا الفن تجلى بدءاً من لوحة الغلاف للفنان أحمد اللباد، إلى تعدد تأويلات النص من قارئ لآخر وهو ما سيمنحه الخلود .
من الإقتباسات التي راقت لي:
* خلق فناً يتسق مع منظور أفلاطون للفن حيث الرمز لا الصورة ما يعنيه الفن
* كان ثمة شيئ يجب أن نتعلمه في الحياةألا نعيد ترتيب الذكريات بناءاً على الحاضر وألا نطعن في الحب حين يكون الهجر مصيرنا لأننا نصاب حينها بنوع من العمى يحجب الذكرى الحلوة ويكسوها بالقبح فنخسر بذلكليس حاضرنا فحسب بل حتى ماضينا
*وكان كل هذا الصمت إدانة لكل الكلمات
إيمان بدر🌸 مما قرأت