🔷️ اسم الرواية: أصل الأنواع
🔷️ اسم الكاتب: أحمد عبد اللطيف
🔷️نوع الرواية: فلسفية -وجودية - اجتماعية
🔷️ إصدار عن: منشورات حياة
🔷️ عدد الصفحات: ٢٥٨ صفحة
🔷️ سنة الإصدار: ٢٠٢٥
🔷️ التقييم: ⭐⭐⭐⭐
كل شخص لديه مخاوفه الخفية، تسكن أعماقه مهما حاول التحرر منها.
ماذا لو تجسدت أمام عينيك كل هذه المخاوف وصارت حقيقةً، أمرًا واقعًا!
اختلفت الأسماء، والخوف واحد؛ خوفٌ من العودة إلى الصفر،
لفقدان السبب الرئيسي في كونك أنت! كونك مميزًا!
كونك تمتلك سرًّا يميزك عن غيرك...
في البداية كان لديَّ تخوف من قراءة الرواية؛ لأنني لست من النوع المُحب للفلسفة،ولا من النوع الذي يصل إلى الهدف الرئيسي وراء الكلمات،فأنا أميل دائمًا للتلميحات السهلة الواضحة.
وكانت قراءتي لهذه الرواية مجازفة كبيرة قررت خوضهابعدأن جذبتني الصفحات الأولى،
ووجدت بها لغزًا سأحاول جاهدًة حله.
لقد أخذت مني الكثير من الوقت والبحث والتركيز،
في محاولة بسيطة للتعمق في معاني الرواية وهضمها بالقدر الذي يرضيني،وسيكون رأيي المتواضع معبرًا عمَّا لمسني ووصل إلى عقلي وقلبي...
"زنزانة المبتورين، وهي زنزانة نسكنها رغمًا عنَّا حين نستاء من الحياة؛ لأنها قست علينا، فبترت منَّا الطمأنينة، وزرعت مكانها القلق والخوف."
تكمن فكرة الرواية في أبطال اجتمعوا على أن لديهم أعضاء مبتورة: أصابع يدين، شعر متساقط، أصابع رجلين، ثدي مبتور، وأعضاء ماتت، لتتركني حائرة أبحث معهم عن سبب اختفاء هذه الأعضاء فجأة وبدون مقدمات!
لأجد أنهم تجردوا وتركوا كل ما يربطهم بالحياة.
فالطفل يولد أملس، ثم ينمو له شعر، فبسقوطه يعود المرء إلى بدايته متجردًا، صفراً. كذلك أصابع اليدين، فهي تمثل البصمة والهوية، وبالتجرد منها تفقد اتصالك وكينونتك وتصبح مجرد شخص عادي.
وبفقدانك لأصابع الأرجل، التي هي أساس التوازن والاستقرار،تتخبط حياتك الشخصية والمهنية، وتنقطع جذورك المتصلة بالأرض، وتفقد رغبتك في النمو والتطور...
رحلتي معها كانت مليئة بالعواطف والتفاعل، فقد لمستني في جوانب كثيرة. أحببت الإسقاطات السياسية، ولم أكن أتوقع أن تُرسم بهذه الحرفية،وأن تكون بهذه الواقعية.
فتجسيد هدم الأماكن الأثرية ونقل الموتى كان قاسيًا، مخيفًا، ومعبرًا. كنت أشعر بالأموات حولي، أشعر بما يشعرون به، وكيف نقلوا طاقتهم للأحياء، فأصبحوا جميعًا تحت سقف مدينة واحدة "مدينة الموتى"، وهم في الظاهر أحياء بلا روح ولا هوية...
أحببت جمع الأديان كلها تحت راية الإنسانية.
فاختلاف الأسماء، من رام إلى يحيى وباتشان، لم يمنع اجتماعهم معًا في الألم والفقد والخضوع والهوية الضائعة ..
وبين ناريمان وفاتن ونيفين، جسدت المرأة ورغباتها، والكبت والقهر وامراض العصر التي تتعرض لها ...
أحببت الفكرة التي وصلتني: أن هناك أصابع غليظة متحكمة مسيطرة، تحركهم حتى أصبحت أصابعهم بلا فائدة...
- كُتبت الرواية بلغة فصحى قوية، تخللتها بعض الكلمات بالعامية المصرية المناسبة لسير الحديث.
كُتبت دون فواصل، كأن القلم كان يركض ليكتب خوفًا من أن ينسى شيئًا وتم ترقيم فصولها بطريقه ابجد هوز أصل الترقيم القديم ، مع عناوين أساسية تحمل مناسبات دينية مسيحيه ذات مغزى ومعنى من آلام المسيح وايوب ...
أحسست أثناء قرائتي أني ألهث، وأتعبني الركض، ولم أشعر بالراحة إلا مع السطور الأخيرة: ❞ هذه في نهاية المطاف رواية السلطة، ولم يعد الناس يصدقون الميكروفونات ❝.
- وجب التنبيه إلى احتوائها على بعض الألفاظ والشتائم،
والمشاهد التي قد لا تناسب البعض وصدمتني في بعض الأحيان وان كان للكاتب نظرة في تواجدها ...
-في النهاية، هي رواية فلسفية وجودية بالدرجة الأولى.
ستختلف الآراء عند قراءتها، كلٌّ حسب ما وصله منها.
وقد أضافت لي الكثير على الجانب الفكري والأدبي...
🔷 اقتباسات:
"فإنه أيضًا يصدق في الأشباح أكثر مما يصدق في البشر."
"إن من بين كل موتانا يبقى موت الزوجة جرحًا ينزف بلا توقف،
وكلما بحثتَ عن منبعه ظهر لك منبع جديد."
"الإنسان هو ماضيه، وأن مستقبل الإنسان ليس إلا تكرارًا مُصفًّى لماضيه."