#شغف_القراءة_الموسم_الخامس
#شغف_القراءة
#فنجان_قهوة_وكتاب
برومو ومراجعة بسيطة لـ رواية "من حلب إلى فيينا" للكاتب محمود فريد
الصادرة عن دار نشر أقلام عربية للنشر والتوزيع..
في البداية، أعترف أنني سأعود إلى هذه الرواية في وقت لاحق، بعيدًا عن ضغط المسابقة وإيقاع القراءة السريعة؛
فهي من الأعمال التي تستحق التمهل والإنصات العميق..
رواية إنسانية من الدرجة الأولى، ثرية بالمعاني والاقتباسات، مشبّعة بمعاني الحنين والفقد والحزن..
.
.
❞ فاستجاب القدَر إلى لعناتي واستمعَ إلى أمنيتي فأهلك الوطن ثم لفظني منه هاربًا وكأنني نبيٌّ دعا على قومه فاستجاب الله دعوته… ❝
رواية "من حلب إلى فيينا" ليست مجرد رواية عادية عن الح/رب أو عن رحلة لج/وء.. بل هي عمل إنساني متكامل يلتقط أدق المشاعر الإنسانية في لحظات الانك/سار والنجاه معًا.
.
.
منذ الصفحات الأولى، يأخذنا الكاتب إلى قلب حلب؛ مدينة تنبض بالحياة قبل أن يط/حنها الدم/ار.. .
هناك نتعرف على يزن، الطبيب الذي يجد نفسه أمام خيار قاسٍ: أن يرحل مجبرًا، حاملًا أخاه المصاب بعجز دائم، في رحلة محفوفة بالموت والخوف. بين البرّ والبحر، بين التيه والرغبة في البقاء حيًّا، يقودنا السرد إلى محطة الوصول في فيينا، حيث تبدأ رحلة أخرى أكثر تعقيدًا؛ رحلة البحث عن الذات والانتماء وسط غربة باردة.
الرواية ليست سردًا مباشرًا لمأساة، بل لوحة متكاملة تجمع بين:
الألم والحنين: حنين إلى وطن يُسكن القلب رغم الجراح.
الخوف والتيه: كيف يمكن للإنسان أن يظل معلقًا بين ماضٍ موجع وحاضر غريب.
الأمل والحب: ذلك الخيط الرقيق الذي أنقذ الشخصيات من الغرق التام.
أبطال الرواية مرسومون بعمق إنساني:
يزن بهشاشته وضياعه، لكنه يظل مثالًا للتضحية.
سارة التي تحمل أحلامها وآلامها وتواجه قدرها بشجاعة.
عابد، الأب الروحي الذي يحتوي الجميع بخبرته ورعايته.
رقية وعامر، تجسيد لقوة الحب في أصعب الظروف.
لغة الرواية عاطفية منمقة، تحمل موسيقى خاصة بها؛ مرة تشدك بقسوة الحرب، ومرة تذيبك في تفاصيل الحب والإنسانية.
أكثر ما شدني هو قدرة الكاتب على أن يجعل القارئ يتنفس مع أبطاله؛ افرح لفرحهم وابكي لحزنهم. أشعر أن الرحلة ليست فقط من مدينة إلى أخرى، بل من روحٍ مجروحة إلى محاولة لملمة ما تبقى منها.
الرواية في جوهرها صرخة ضد الحرب، وضد كل ما يسلب الإنسان هويته. لكنها أيضًا رسالة أمل بأن في قلب الألم دائمًا بذرة حياة جديدة.
تقييمي للرواية ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
تجربة إنسانية صادقة، مؤلمة ومضيئة في آن واحد، تظل معك حتى بعد أن تغلق الصفحات.

