الرواية خدتني من أول صفحة، حسيت إني ماشية معاها في شوارع القاهرة بس مش القاهرة اللي أنا عارفاها، دي مدينة تانية غريبة شوية، ما بين الحياة والموت. السرد نفسه عامل زي سيل ما بيقفش، مفيش نقط ولا فواصل كأني غرقانة في تيار الأحداث لدرجة حسيت اني بفطس ومحتاجة اخد نفس عميق كل شوية.
اللي عجبني قوي إن الرواية مش بتتكلم عن نظرية داروين وخلاص، لأ، دي واخدة الفكرة وبتلعب بيها بشكل رمزي كده، تربطها بالمدينة وبالجسد وبالحياة حوالينا. يعني وإنت بتقرأ بتحس إن كل حاجة حواليك بتتفكك وبتتركب من أول وجديد.
الشخصيات كمان غريبة ومؤثرة، كل واحد فيهم ماشي في حتة وبيحاول يلاقي له مكان في عالم كله متغير ومش ثابت. وفيه جو سوداوي ساخر كده يخليك ساعات تضحك وساعات تتأثر بجد.
في الآخر، الرواية دي مش من النوع اللي يتقري بسرعة وتتنسي، لأ، هي من النوع اللي بيفضل معاك ويسيب أثر، ويمكن يفضل صوتها بيرن جوا دماغك فترة طويلة.