-يُقال عن "ثيربانتس" أنه في قمة أدباء عصره ، أنه لم يحُد عن الواقعية كثيرًا فشخوص رواياته مأخوذة من نماذج حقيقة عاصرها، وتتميز كتاباته بأنها تظل محافظة على رونقها لأزمنة طويلة.
- رواية قصيرة وخفيفة تسرد حياة رجل منذ الصغر. "توماس روداخا" في البداية نقابله طفلًا فقيرًا هاربًا من بلدته ويسعى لخدمة أحد طلاب العلم وبالتالي تحصيل العلم ليصبح ذو شأن ومكانة. ويبدو أن هذا الحدث كان طبيعيًا وقتها في هذا الجزء من العالم.
رآه سيدان نبيلان فقررا أن يتقبلاه خادمًا في مقابل أن يدرس معهم (حسب مافهمت)، ومع الوقت اتضح مدى نباهه وذكاء "توماس" وسرعة بديهته وتحصيله للعلوم بل و تفوقه أيضًا حتى صار بمثابة مرجع مهم لزملاؤه من الطلاب. كما أن السيدان صارا يعاملانه كرفيق وليس كخادم.
- يقرر "توماس" في مرحلة ما الارتحال، فيزور مدن إيطاليا و أسبانيا ويعجب بهم أيما عجب وهنا تبرز سمات شخصيته التأملية..
وفي هذة الرحلة يقابل فارسًا يحاول إقناعه بمزايا حياة الفروسية والتنقل ورغد العيش والقيمة والمكانة إلى آخره من الأمور التي يذيع صيتها عن الفرسان والفروسية. وعندما يلتقي "توماس" وجها لوجه مع الفرسان على أرض الواقع يجد فرقًا شاسعًا بين ما حكاه له الفارس وبين الواقع..
فقد رآهم في الواقع عابثون مستغلون للسلطة التي لديهم، متصفين بالمكر واللؤم والخسة و البذاءة ،يقومون بعمل كل شيء دون مراعاة للناس ومشاعرهم.
وفي هذا نقد واضح لحياة الفروسية التي أعتقد أنها كانت سمة العصر وقتها.
-تمر الأحداث ولسبب ما يصاب "توماس" بلوثَة عقلية تجعله يصدق أنه أصبح رجلًا زجاجيًا قابلًا للكسر ما إن حاول أحدهم لمسه..
ومع تلك اللوثة زاد ذكاؤه وحصافته وعبقريته. واستمر في إجابة السائلين عن أسئلتهم بأجوبة منمقة وشافية لا تتماشى مع ما أصابه من جنون!
~شعرت أن هذة اللوثة ربما إشارة لهشاشة الإنسان في مرحلة من حياته يكون أتم فيها حلمه القديم وأصبح فجأة يواجه سؤال "وماذا بعد؟"
الخطوة التالية وما يجب فعله وما يجب اجتنابه، صعوبة القرار وصعوبة الحياة بشكل عام التي تجعلك تمر بمرحلة من الهشاشة حتى لتظن أنك قابل للكسر من أقل شيء.. مثل "توماس"!
أو يمكن أن تكون اللوثة هذة إشارة إلى أن الأحلام عندما تصطدم بالواقع تفقد بريقها! 🤷♀️
- أثناء لوثته يشتهر ويسمع به أحد رجال البلاط في قشتالة ف يقرر أن يستقدمه ويرى هذا الجنون والذكاء بعينه..
ويعيش "توماس" في المدينة فترة في أثناءها ينتقد القاصي والداني (كل فتفوتة في المجتمع انتقدها😅)
القاضي والمحامي والطبيب والصيدلي.. الحوذي والبحارة والإسكافي.. الخدم والملوك والتجار والكتبة وغيرهم..
كان ينتقد كل هؤلاء وهو يرى نفسه منسلخًا من ذاته القديمة فكان عندما يتحدث يقول "عندما كنت رجلًا من لحم ودم".. وكأنه يتحدث عن أحد أسلافه مثلًا!
- من الروايات التي تعتمد على رؤيتك الشخصية للأمور ومدى معرفتك بالخلفية التاريخية التي كتبت فيها، وبالمناسبة المقدمة والتعريف بالكاتب كانوا مفيدين جدا في هذا الشأن بالنسبة لي.
كانت رحلة خفيفة ولطيفة.. وعقبال ما نقرأ "دون كيخوته" ونفهم رمزياته 😅