⭐⭐⭐ ونصف.
🔹مكياڤيللي.
ولد نيقولا مكياڤيللي عام 1469 وكانت أسرته تنتمي لحزب جولف، وهو حزب أتباع البابا، ويرجع تاريخ مؤسسها إلى القرن التاسع، ولا نعلم عنه أكثر من التحاقه بديوان مارسيل فيرجيل أستاذ الآداب اللاتينية والإغريقية، وكاتم أسرار جمهورية فيرنزه، وذلك حوالي العام الخامس والعشرين من عمره، ثم وصل بعد ذلك بأربع سنين إلى منصب كاتب أسرار ديوان القضاة العشرة - أشبه بوزارة الخارجية حسب فهمي المتواضع - وبقي فيها أربعة عشر عامًا وخمسة أشهر، قام في أثنائها بثلاث وعشرين مأمورية في الأقطار الخارجية عدا مأموريات كثيرة أخرى داخل البلاد. (كان مثل سفير للخارجية).
كان يجمع في ذاته شخصين مستقلين؛ الأول شخصية الساسي العالِم و المراقب للأمور الذي وضع مباديء علم السياسة، والشخصية الثانية هي شخصية الرجل العادي البسيط المُحب للأدب والتاريخ، والجاهل بقدر عبقريته (على حسب قول مقدّم الكتاب).. عاش منفيًا ومات منسيًا وكتب في منفاه هذا الكتاب استرضاءً للأمير وقتها ليعود من منفاه إلى اشتغاله بالسياسة.
-الكتاب مبهر لأهميته في وصف أحداث حصلت بين إيطاليا وفرنسا وأسبانيا في القرون الوسطى و لو على سبيل ضرب الأمثلة، و لذكاء الكاتب ودهاؤه، لكن في نفس الوقت على مستوى رفيع من الاستفزاز (على الأقل بالنسبة لي).
-الكتاب كأنه politics 101.. مباديء الحكم والسياسة والدهاء والسيطرة الغالب عليها النبرة الاستعمارية..
يحسب للكاتب صدقه وشجاعته في إبداء أراءه، وحسن تحليله لما سبق من الأحداث التاريخية، ومدى معرفته بالتاريخ وسير العظماء والحكماء والطغاة على حد سواء، وبراعته في النصح لإفادة أميره - أو تملقه- ورغبته في إعادة مجد إيطاليا وبهاءها و بُعدها عن التشتت والفرقة على يد هذا الأمير.
-الكتاب مفيد لفهم ما يجري من حولك بطريقة تعتبر بسيطة.. السياسات المستخدمة في عصر مكياڤيللي ما زالت هي السياسات نفسها المستمرة إلى الآن.
إثبات على إن السياسة ماهي إلا لعبة قذرة هدفها الوحيد خدمة الحاكم..