مراجعتي لرواية "لوكاندة الجن" – عبد الرحمن محمد حنفي
تجربتي مع "لوكاندة الجن" لم تكن اول خطوة لي في أدب الرعب، ورغم أن الرواية قصيرة (128 صفحة فقط) إلا أنها ممتلئة بالإثارة والغموض. الكاتب قدّم مزيجًا بين السرد بالفصحى والحوار بالعامية، مما أعطى توازنًا لطيفًا وجعل القراءة سهلة وسلسة.
القصة تبدأ بجريمة غامضة داخل "لوكاندة الغراب"، مقتل صاحب اللوكاندة بطريقة محيّرة أربكت الشرطة، فتم تكليف المحقق "أمير" – الذي ترك عمله بعد حادث مأساوي – بمحاولة حلّ اللغز. المفاجأة أنه يجد نفسه في مواجهة ألغاز أكبر: رمز النجمة الخماسية، الغرفة رقم 333 التي من يدخلها لا يخرج كما كان، وأساطير عن طلاسم شيطانية وعهود دموية مع الجن، حيث الثمن ليس مالًا بل دمًا يستمر حتى نهاية الكون.
أجواء الرواية ذكرتني بمسلسل سر الغرفة 207، فهي تمزج بين التحقيقات البوليسية والرعب النفسي. أعجبتني التفاصيل الدقيقة التي استخدمها الكاتب في وصف اللوكاندة: الغرف، الأثاث، المرايا، حتى ملامح الموظفين، مما جعل المشاهد حية في خيالي وكأني أراها أمامي.
مع ذلك، لم تكن التجربة خالية من الملاحظات. شعرت أن بعض الفصول بطيئة قليلًا مقارنة بالبداية القوية والتصاعد اللاحق، كما أن النهاية جاءت سريعة وكان يمكن أن تُبنى بشكل أعمق وأكثر تفصيلًا لتترك أثرًا أكبر. الرواية في المجمل لم تُخيفني بالمعنى الحرفي، لكني متأكدة أنها لو تحوّلت إلى دراما ستظهر بدرجة أعلى من الرعب والإثارة.
✨ الخلاصة: "لوكاندة الجن" رواية قصيرة يمكن إنهاؤها في جلسة واحدة، تقدم جرعة ممتعة من الغموض والتشويق مع لمسة رعب وخرافة. ربما ليست مرعبة تمامًا، لكنها بالتأكيد مشوقة وتستحق القراءة خصوصًا لمحبي الألغاز والأجواء المظلمة.