رواية "الرصاصة الأخيرة" للكاتب أحمد محمد علي هي تجربة متميزة تثبت أن الإثارة في روايات الجريمة لا تقتصر فقط على عنصر المفاجأة أو الغموض حول هوية المجرم.
بين دفتي هذه الرواية ، يأخذنا "أحمد محمد علي" في رحلة استثنائية تتحدى التوقعات التقليدية لأدب الجريمة
ليست هذه رواية أخرى عن جريمة نبحث فيها عن المجهول، بل هي غوص في أعماق النفس البشرية وصراعها مع مفاهيم العدالة والثأر.
ما يميز هذه الرواية بشكل لافت هو أن الكاتب يكشف عن هوية مرتكب الجرائم منذ البداية، ورغم ذلك تظل الرواية محافظة على تشويقها وجاذبيتها بشكل مذهل. هنا لا يكون الهدف هو من الفاعل؟، بل "لماذا" و"كيف"، مما يمنح القارئ تجربة مختلفة ومثيرة .
•تبرز الرواية كيف يستغل الأقوياء ثغرات القانون وينجحون في الهروب من العقاب، مما يطرح تساؤلات مهمة عن عدالة النظم القانونية في مجتمعاتنا
•إبداع الكاتب يتجلى في تركيزه على الدوافع الإنسانية المعقدة وراء الجرائم فيغوص في أعماق الشخصيات بشكل نفسي عميق، مما يجعل القارئ يتفهم - وإن لم يوافق - على دوافع الجريمة
• كما يقدم شرحاً دقيقاً ومبسطاً للتفاصيل الهندسية والفنية المرفقة بالصور التوضيحية، مما يضيف مصداقية للأحداث ويغوص بالقارئ في قلب الرواية.
• يبرهن الكاتب في هذه الرواية على براعته في السرد ، حيث تتداخل الأحداث بشكل متماسك لتصل إلى نهاية منطقية ومرضية تليق بما سبقها من أحداث.
هذه أولى قراءاتي لأحمد محمد علي، ولكني متأكدة أنها لن تكون الأخيرة؛ أسلوبه السردي مشوق، وبناءه للشخصيات متقن، وقدرته على خلق توتر درامي مع معرفة القاتل من البداية تستحق الإشادة.
بكل تأكيد، هذه الرواية تستحق القراءة و تستحق أن تحتل مكاناً في قائمة أفضل ما قرأت هذا العام.