"نظر إلى من في البهو فوجدهم جميعًا وكأنهم تماثيل من الشمع الذي أخذ ينصهر. وجوه غريبة ممسوخة مشوهة، عيونها وآذانها وأنوفها في غير موضعها. وعاد يبكي من جديد ثم يضحك." - الرجل الذي باع رأسه ليوسف عز الدين عيسى 🇪🇬
قرأت هذه الرواية بترشيح من صديق، ولم أكن قد قرأت أي عمل للأديب والإذاعي الذي اشتهر بأعمال إذاعية مثل "المملوك الشارد" التي ألفها جورجي زيدان وأعدها عز الدين للإذاعة مسلسلًا نال شهرة وقاعدة كبيرة من المتابعين.
سيكون من المجحف تصنيف الرواية على أنها من أدب العبث، رغم توافر عديد العناصر الدرامية المرتبطة بهذا الشكل الأدبي، فكيف لرجل أن يبيع رأسه وكيف للمشتري أن يطالب بكل ما جناه صاحب الرأس من ثروة إنفاذًا لعقد شراء الرأس؟ بل وكيف للمجتمع أن يتصالح مع مثل هذه الصفقة؟ وبعيدًا عن التصنيف، تتعاطى الرواية مع قصة بزوغ نجم فنان كان على وشك الانتحار ووصوله إلى قمة المجد قبل أن يهوى مجددًا إلى ما هو أسوأ من الانتحار، فيفقد رشده ويأفل عقله كلّية.
وعلى مستوى الأمثولة السردية، يقحمنا عز الدين في معضلة أخلاقية تتمحور حول الثمن الذي نرتضيه من أجل بلوغ أهداف وتحقيق أحلام، قبل أن يتحول الثمن إلى مديونية لا نستطيع الوفاء بها، وهنا تكمن الأطروحة ما بين الحائم (الحلم) والجاثم (طغيان الواقع وفداحة الثمن).
#Camel_bookreviews