4️⃣ #شغف_الكتب
ذُبابة زرقاء، الرواية الصادرة عن دار المصرية اللبنانية لعام 2025، تتحفنا أجاثا كريستي العرب – نهى داوود – كعادتها بالأعمال البوليسية والجريمة التي تجعلنا في أشد حالات الانتباه.
تأخذنا هذه المرة في رحلة إلى مدينة دهب، تلك الجنة المصرية بألوانها، بأشجارها، بمائها. سائحة أمريكية تختفي فجأة، تبلغ صديقتها المصرية ندى – بطلة رواية "جثتان والثالثة عند قدمي" – بهذا، وللمصادفة فإن ندى تكون على علاقة سابقة بالضابط المكلّف عاصم، ومن هنا تبدأ القصة.
في ظل البحث والتنقيب وتتبع الخيوط التي تؤدي إلى الكشف عن الجاني، تظهر خيوط أخرى ودلالات عظمى، أشخاص كثيرون يتم الشك فيهم، وبالعبقرية المعتادة تجعلنا نشك فيهم ونخرجهم من دائرة الاتهام في الوقت نفسه. لكن ما سر الذباب الأزرق؟ وهل هو مفتاح اللغز؟ هذا ما تميزت به الرواية في العرض والتشويق.
الرواية تجعلك تعيش في عالمها كأنك أنت المسؤول عن كشف الحقيقة، تبحث وتنقب وتعمل عقلك، ولا تترك الرواية من يدك أبدًا حتى تنتهي إلى حل حقيقي، وهذا من جمال الأدب البوليسي في المجمل، ومن جمال وكمال أدب نهى داوود بالخصوص.
تتحول مدينة دهب من مدينة مرغوبة جميلة إلى مدينة بها قاتل خفي، في غمضة عين وانتباهتها يتم الكشف عن أكثر الشخصيات براءة وراء الحدث، لتأخذ الدرس جيدا من عدم استثناء أحد من دائرة الإتهام مهما ظهر لك من هدوء وسكينة
اللغة تشويقية تصاعدية، علاقة الحب الثنائية في الخلفية بين البطلة ندى والضابط عاصم كان لها أثر خاص في مساعدة القارئ على تقبل القصة، واقعية بالقدر الذي يجعلك تكون منتبهًا غير متشتت.
كانت الحبكة محكمة، تمت مذاكرة الجريمة جيدًا قبل البحث فيها والكلام عنها، فلم تدع مجالًا لخفوت أو وهن. قرأتها في وقت قياسي، وهي مناسبة جدًا لفك أي بلوك قراءة، فهكذا حصل عندي.
#فنجان_قهوة_وكتاب
#شغف_الكتب_الموسم_الخامس